مديرة الوكالة الحضرية القنيطرة-سيدي قاسم تعرض حلولاً مبتكرة لحماية الأراضي الفلاحية في المؤتمر العربي الثالث للأراضي
في إطار فعاليات المؤتمر العربي الثالث للأراضي الذي نظمته وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة)، والذي أقيم في المغرب خلال الفترة الممتدة ما بين من 18 إلى 20 فبراير الجاري، شاركت مديرة الوكالة الحضرية القنيطرة-سيدي قاسم-سيدي سليمان في مداخلة تمحورت حول التخطيط العمراني كأداة للتوازن بين التنمية الحضرية والحفاظ على الموارد الطبيعية، والعرض الذي قدمته كان بعنوان: “التخطيط العمراني ما بين رهان التخطيط المستدام والحفاظ على الأراضي الفلاحية”، حيث استعرضت من خلاله تحديات التحضر على الأراضي الزراعية والحلول الممكنة لتحقيق حكامة مستدامة في هذا المجال.
تجدر الإشارة إلى أن تأثير التحضر على الأراضي الزراعية شكل المحور الأول الذي تناولته المديرة في مداخلتها، حيث أوضحت مدى تأثير أن النمو العمراني السريع على الأراضي الفلاحية كعامل قد يهدد الأمن الغذائي ويؤثر سلباً على الموارد الطبيعية التي تعد أساساً لقطاع الزراعة، مما يضع تحديات كبيرة أمام التنمية المستدامة.
أما بالنسبة للتحديات المرتبطة بتحضر الأراضي الزراعية، فقد أشارت المديرة إلى أن زيادة التوسع العمراني في المناطق الفلاحية يفاقم من المشاكل البيئية، مثل تلوث المياه وتدهور التربة، إضافة إلى اختلال التوازن بين احتياجات الساكنة ومتطلبات الأنشطة الزراعية، فهذه التحديات تقتضي إعادة النظر في السياسات الحالية والتوجه نحو حلول مبتكرة تضمن تكامل القطاعات الحضرية والفلاحية بشكل تمكن من استدامة الموارد.
ومن أجل حماية الأراضي الفلاحية أثناء التحضر، اقترحت المديرة خمس مقاربات رئيسية في مجال التخطيط الحضري، أبانت من خلالها ضرورة وضع استراتيجيات التخطيط العمراني التي تأخذ في الاعتبار التوسع المستدام للمدن والمناطق الحضرية دون المساس بالأراضي الزراعية، والتنمية الحضرية المتكاملة التي توازن بين التطوير العمراني وحماية البيئة، وكذا أهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة في دراسة تأثيرات المشاريع العمرانية على الأراضي الزراعية، فضلا عن ضرورة إشراك المجتمع المحلي في اتخاذ القرارات المتعلقة بالتحضر.
كما سلطت المديرة الضوء على الآفاق المستقبلية لهذه المقاربات، مشيرة إلى أن الابتكار في مجالات التخطيط العمراني هو السبيل الوحيد لتعزيز الحوكمة المستدامة للأراضي الفلاحية، مِؤكدة على ضرورة تبني استراتيجيات جديدة تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، مما يساهم في ضمان مستقبل آمن للأجيال القادمة ويحد من ضغوط التحضر على الأرض والزراعة.