رشيد اليزمي في شركة SEBN MA..  لقاء يجمع بين الإلهام والابتكار

شهد مصنع SEBN Maroc في بوقنادل زيارة استثنائية للعالم المغربي رشيد اليزمي، الذي يعد رمزًا عالميًا للابتكار والاختراع، وذلك اليوم الجمعة الموافق لـ 24 يناير 2025، في حدث جمع بين العلم والعمل، وبين إبداع الأفراد وإنجازات المؤسسات، ليترك أثرًا عميقًا في نفوس العاملين والأطر الذين حضروا اللقاء.

 

انطلقت فعاليات اللقاء بجولة ميدانية قام بها اليزمي داخل المصنع، حيث اطلع على أحدث التقنيات والأنظمة المستخدمة في تصميم وإنتاج الكوابل الكهربائية المخصصة لصناعة السيارات، وإجراءات الأمان، كما أبدى إعجابه الكبير بالبنية التحتية المتطورة والإدارة الفعالة، مشيرًا إلى أن المنشآت الصناعية تمثل دعامة قوية للقطاع الصناعي المغربي وتعكس طموح المملكة في تحقيق الريادة.

بعد الجولة، اجتمع العاملون والضيوف في قاعة رئيسية لحضور كلمة ألقاها رشيد اليزمي، حيث شارك خلالها قصة نجاحه التي ألهمت الحاضرين، متحدثا عن رحلته العلمية والمهنية، فمن فاس انطلق اليزمي نحو العالمية، ليُلقب بـ”أب البطارية” بفضل اختراعه “أنود الغرافيت” الذي أحدث طفرة في تطوير بطاريات الليثيوم القابلة للشحن.

كما ابتكر تقنية ثورية مكنت من شحن بطاريات الأجهزة الإلكترونية والسيارات الكهربائية بسرعة قياسية، وبعد أن أتم تعليمه الثانوي في فاس، انتقل إليزمي إلى الرباط بين عامي 1971 و1972 لمواصلة دراسته الجامعية في كلية العلوم بجامعة محمد الخامس.

وفي شتنبر 1972، وبعد عام من الدراسة، قرر مغادرة المغرب إلى فرنسا، حيث بدأت مرحلة جديدة من حياته العلمية والمهنية التي تركت بصمتها في مجاله، ووصلت إلى قمم التقدير العالمي بفضل اختراعه الثوري في مجال بطاريات الليثيوم أيون، كما أكد أن الإبداع لا حدود له عندما يقترن بالعمل الجاد والتعلم المستمر، مشجعًا الحاضرين على التفكير المبتكر واستثمار الطاقات لتحقيق التميز.

 

ما أضفى على اللقاء طابعًا خاصًا هو الجلسة التفاعلية التي شهدت حوارًا مباشرًا بين العالم والعاملين، حيث أجاب اليزمي على أسئلتهم المتنوعة بصدق وشفافية، مقدماً رؤيته حول مستقبل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ودور الشباب المغربي في هذا المجال، فالجلسة كانت مليئة بالحماس والإلهام، حيث خرج الحاضرون بأفكار جديدة ورؤية أعمق عن أهمية العلم في تحقيق التنمية.

إدارة SEBN Maroc عبّرت بدورها عن فخرها وامتنانها لاستضافة هذه الشخصية الاستثنائية، معتبرة أن هذا اليوم يمثل لحظة فارقة في مسيرة المؤسسة نحو تعزيز ثقافة الابتكار والإبداع، وأكدت الإدارة أن زيارة رشيد اليزمي ليست مجرد حدث عابر، بل تجسيد لرؤية أوسع تهدف إلى تطوير الكفاءات المحلية وترسيخ روح المثابرة والطموح بين العاملين. ففي سجله العلمي ما لا يقل عن 180 براءة اختراع، بالإضافة إلى أكثر من 250 بحثًا علميًا، وبفضل إنجازاته البارزة تم تصنيفه ضمن أهم 10 شخصيات مسلمة في عام 2015.

 

اليوم الذي جمع بين الإلهام والعلم كان فرصة ذهبية للتفكير في الإمكانات الهائلة التي يحملها المغرب وشبابه، وقدرتهم على التميز في مجالات التكنولوجيا والصناعة. رشيد اليزمي، بشخصيته المتواضعة وإنجازاته العظيمة، لم يترك فقط ذكرى جميلة في أذهان الحاضرين، بل أشعل شعلة الأمل والإصرار على مواصلة مسيرة النجاح.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...