بين أغصان الغابة وأقفاص الدجاج حكاية الماحيا ودرك القنيطرة يطيح بتجار المـ..ـوت

في سباق مع الزمن ومع اقتراب احتفالات نهاية السنة الميلادية، انطلقت جهود الدرك الملكي بالقنيطرة في عملية نوعية أثبتت كفاءتها في حفظ الأمن وحماية المواطنين من كوارث محتملة، مشهد العمليات التي قادها القائد الجهوي للدرك الملكي عبد الناصر كسائع تميز بقدر عال من الجرأة والحنكة، حيث واجه رجال الدرك تحديات معقدة، بدءًا من تضاريس الغابات وصولًا إلى حيل التمويه التي أبدع فيها المتهمون.

 

البداية كانت في منطقة أولاد مليك، حيث قاد درك المركز الترابي بالقنيطرة عملية دقيقة عقب تلقي معلومات تهم نشاط مشبوه داخل أعماق الغابة، وفي تحرك سريع ومنسق، تمكن رجال الدرك من اقتحام الموقع الذي اتخذ منه المتهم مخبأً لتصنيع مادة “الماحيا” المسكرة، في موقع بدا وكأنه جزء من الطبيعة، لكنه في الحقيقة كان يحمل بين أغصانه طنًا من الكحول غير القانونية، عملية التمويه المتقنة أضافت تحديًا إضافيًا، لكن إصرار درك المركز الترابي بالقنيطرة على حماية المجتمع كشف المستور وأوقف الخطر قبل انتشاره.

 

أما العملية الثانية، فقد أخذت طابعًا أكثر غرابة وإثارة، حيث تمكن درك المركز الترابي بسيدي علال التازي من إحباط خطة أكثر تعقيدًا، ففي موقع بدا وكأنه حظيرة لتربية الدجاج، تم اكتشاف “معمل سري” لتصنيع الكحول، فالمشهد الخارجي كان يوحي بشيء بسيط ومألوف، لكنه في الواقع كان يخفي خلف جدرانه 4 أطنان من “الماحيا” موزعة على 25 برميلًا، حيث كانت هذه الكميات الضخمة تُجهز لتُصبح الشراب المفضل في احتفالات رأس السنة، مما يكشف عن مدى التخطيط الذي كان المتهم يعتمد عليه لإغراق المنطقة بمادة خطرة.

 

ما يجعل هذا التدخل استثنائيًا هو الأبعاد الإنسانية التي حملها، فإلى جانب إحباط محاولة لتصنيع وتوزيع مادة كحولية غير قانونية، كانت هذه الجهود تسعى لمنع تكرار سيناريوهات مأساوية، حيث يُصبح شرب “الماحيا” مجهولة المصدر جريمة في حق المستهلك نفسه، باعتبارها مواد مسمومة قد تحول الاحتفالات إلى مآتم، والضحايا غالبًا ما يدفعون الثمن غاليًا بسبب انعدام الوعي أو البحث عن خيارات غير قانونية.

 

النجاح الذي حققه رجال درك المركز الترابي بالقنيطرة وسيدي علال التازي لا يكمن فقط في حجم الكميات المحجوزة، بل أيضًا في الرسالة القوية التي أوصلوها المتمثلة في أن حماية المجتمع من المخاطر هي أولوية قصوى، واليقظة الأمنية لن تترك مجالًا لتجار الموت لإفساد فرحة المواطنين.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...