نظّمت جامعة ابن طفيل، اليوم الجمعة الموافق لـ22 نونبر الجاري، بشراكة مع جمعية المنتخبين في فرنسا وكلية العلوم القانونية والسياسية، لقاء شهد حضور خبراء وباحثين ومسؤولين سياسيين مغاربة وفرنسيين، حيث ناقشوا القضايا الحيوية المتعلقة بالحوكمة الذكية.
يأتي هذا الحدث الاستثنائي في إطار الاتفاقيات المبرمة بين المغرب وفرنسا لتعزيز التعاون الثنائي، وقد عرف مشاركة وفد فرنسي رفيع المستوى. وقد أتاح اللقاء فرصة لتقارب الرؤى بين الأكاديميين المغاربة والممارسات العملية التي يعتمدها المسؤولون الترابيون الفرنسيون، بهدف تبادل الخبرات وإيجاد حلول عملية لإدارة الشأن المحلي وتحقيق التنمية المستدامة.
يتماشى هذا التعاون المغربي الفرنسي مع دينامية جديدة للعلاقات الثنائية التي تعززت بعد الزيارة الرسمية الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب، والتي شهدت توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي. وتستفيد جامعة ابن طفيل، إلى جانب مؤسسات أخرى، من هذه الشراكات لتطوير حوكمة ترابية ذكية قادرة على مواجهة تحديات المستقبل.
تشمل محاور التعاون قضايا التنمية المستدامة وإدارة الموارد المائية والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى دمج الذكاء الاصطناعي في الاستراتيجيات المحلية. ويعد المغرب رائدًا في البحث حول إدارة المياه ويطمح إلى توظيف هذه التقنيات لدعم الحوكمة وتعزيز النمو الاقتصادي في البلاد. كما يمثل الشباب محورًا أساسيًا في هذا التعاون، حيث يرتبط مستقبل الأقاليم الذكية بالاستثمار في الأجيال القادمة.
تركز هذه الشراكة أيضًا على تعزيز الروابط بين الجماعات المحلية المغربية والفرنسية في مجالات متنوعة، مثل إدارة الإسكان والمياه والصرف الصحي، وكذلك التخطيط الترابي. ويساهم المنتخبون الفرنسيون بخبراتهم لدعم نظرائهم المغاربة في التغلب على التحديات الخاصة بأقاليمهم.
بعيدًا عن الجوانب السياسية والدبلوماسية، تمثل هذه المبادرة رغبة مشتركة في بناء حلول مبتكرة تعود بالنفع ليس فقط على السكان المحليين، ولكن أيضًا على الشركات المغربية، من خلال إجراءات ملموسة وتبادل الخبرات. وهكذا تتبلور حوكمة ذكية حقيقية قادرة على الاستجابة للاحتياجات الملحة للأقاليم وضمان مستقبل مستدام لمواطني البلدين.