يشهد مطار الرباط سلا حالة من الفوضى غير المسبوقة، مما جعل رحلات العديد من المسافرين، سواء القادمين أو المغادرين، تجربة معقدة تتجلى صعوباتها قبل الوصول إلى المطار. هذا الوضع يُعد غير مقبول في مدينة يُنتظر أن تستضيف جماهير كأس إفريقيا وكأس العالم.
ويشتكي العديد من المواطنين من أزمة “باركينغ”، التي تتسبب أحيانا في اكتظاظ ملحوظ، إذ تغيب بشكل كلي أماكن توقف السيارات أو انتظارها، وهو ما يجعل الوصول إلى مطار العاصمة في عديد من الأحيان “مهمة مستحيلة”، تخلق أزمة بين رجال الأمن والمواطنين، ذنبهم الوحيد أن وجهتهم تعاني من سوء تدبير.
ورغم أن عددا من مرتادي مطار الرباط-سلا، الذي سجل حركة تجارية بلغت 777,008 مسافرين خلال النصف الأول من سنة 2024، أي بزيادة بلغت 40 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية (554,499)، بحسب معطيات المكتب الوطني للمطارات، يفصحون عن شكاياتهم وملاحظاتهم للعاملين بالمطار، وأحيانا على منصات التواصل الاجتماعي، إلا أن الأمر يظل كما هو عليه دون تغيير.
ويستمر الوضع في التدهور رغم الوعود المتكررة من الجهات المعنية، إذ لا يبدو أن هناك أي خطوات عملية آنية لتحسين الوضع وتسهيل رحلات المسافرين الذين يعانون من تأخيرات غير مبررة بسبب الاكتظاظ، في الوقت الذي يتعين فيه على المطار تعزيز مرافقه لمواكبة الزيادة الكبيرة في حركة المرور.
ومع اقتراب الأحداث الرياضية الكبرى مثل كأس إفريقيا وكأس العالم، يبدو أن المطار سيواجه ضغطاً أكبر مما هو عليه حالياً، وهو ما يتطلب إجراءات عاجلة لتحسين البنية التحتية وتحديث المرافق بشكل يتماشى مع حجم التحديات المستقبلية.
وتظل المشاكل قائمة مادامت أشغال توسعة مطار الرباط – سلا، التي تهدف إلى رفع الطاقة الاستيعابية السنوية للمطار إلى 4 ملايين مسافر بدلاً من 1.5 مليون حاليا، لم تنته بعد، والتي ستشمل إلى جانب بناء محطة جديدة وتجديد تجهيزات أساسية للملاحة الجوية ذات الصلة (كتوسيع محطة وقوف الطائرات ببناء 6 محطات إضافية، ووصلات متدرجة) بناء موقف سيارات على طبقتين يكفي لوقوف 1300 سيارة.