فاجـ ـعة طاطا.. حافلة تجرفها السيول وفرحة الأمطار تتحول إلى حزن

فاجعة الأمطار التي جرفت حافلة في منطقة طاطا ليست مجرد حادثة عابرة، بل هي مصاب جلل يذكرنا بقدرة الله على تصريف الأمور كيفما شاء، وكما قال الله تعالى: “وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون”.

في ظل هذه المأساة التي ألمت بالضحايا وذويهم في طاطا، نجد أن الفاجعة وقعت في وقت كانت فيه الأفراح تعم المنطقة بسبب هطول الأمطار بعد سنوات من الجفاف القاسي، فقد عانى السكان من شح الأمطار لفترة طويلة، مما جعل الكثيرين يتوقون لنزول الغيث.

ومع هطول الأمطار في الأيام الماضية، عمت الفرحة أرجاء طاطا والمناطق المجاورة، وعاد الأمل إلى الفلاحين وسكان  عموماً. ولكن، وفي خضم هذه الفرحة العارمة، جاءت الفاجعة الكبرى لتذكرنا بأن الحياة تحمل في طياتها مزيجاً من الفرح والحزن، وأن قدرة الله فوق كل شيء؛ حادث الحافلة التي جرفتها السيول المفاجئة لم يكن متوقعاً، ولكنه كان قضاء الله وقدره، وقد ألقى بظلال الحزن على كل من عرف الضحايا أو تابع الحادث من بعيد.

نحتسب هؤلاء الضحايا عند الله شهداء، ونسأل الله أن يتقبلهم برحمته الواسعة ويجعلهم في مقام الشهداء، فقد شكلت جنازة الضحايا في طاطا مشهداً مؤثراً للغاية، حيث توافد الناس من كل حدب وصوب لتوديع أحبائهم، في مشهد يعكس التضامن والتآخي الذي يميز المجتمع المغربي، وخاصة في مثل هذه الظروف العصيبة، كما أن الذين حضروا هذه اللحظات المؤلمة ليسوا فقط شهوداً على ما حدث في الدنيا، بل هم أيضاً شهود على حسن الخاتمة، حيث يُستشهد بحب الناس وتكريمهم للراحلين.

في هذه الفاجعة الأليمة، لا يمكننا إلا أن نشيد بالجهود الجبارة التي بذلتها السلطات المحلية في طاطا، من رجال الوقاية المدنية والأمن الوطني والقوات المسلحة الملكية، الذين تجندوا بسرعة لمواجهة آثار الكارثة، فتضامنهم مع السكان كان جلياً وواضحاً، حيث عملوا كجسد واحد في تقديم المساعدة والدعم للعائلات المتضررة، وهذه اللحمة الوطنية هي ما يمنح المجتمع المغربي قوته وصلابته في مواجهة التحديات والمحن.

 

المصدر: Alalam24

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...