أم تبحث عن ابنتها المختفية.. تشتت الأجيال بين الواقع الافتراضي والعالم الحقيقي

في زمننا الحاضر، حيث العالم الافتراضي يتداخل بشكل متزايد مع الحياة اليومية، يعاني بعض الشباب من تحديات كبيرة في التمييز بين الواقع الحقيقي والخيال الرقمي. تأتي هذه القصة الواقعية لتسلط الضوء على إحدى هذه الحالات التي تمثل أزمة جيل تأثر بالتكنولوجيا، في ظل غياب الرقابة المجتمعية والأسرية اللازمة لتوجيههم.

تبدأ الأم حكايتها بألم واضح، وهي تصف لموفد العالم24 أن ابنتها ذات 17 عاماً التي عادت اليوم بعد غياب، قضت فترة طويلة تحت تأثير العالم الافتراضي، أصبحت تتحدث عن تفاصيل تافهة وغير مرتبطة بالواقع، مثل الملابس التي يراها الناس في التلفزيون أو تصرفات الشخصيات التي تشاهدها، هذا التعلق بالعالم الافتراضي أثر بشكل كبير على سلوكها وحياتها الواقعية.

تذكر الأم أن ابنتها كانت ذات مرة طالبة مجتهدة، لكنها بدأت تنغمس أكثر في العالم الافتراضي، حيث أصبحت تستنزف وقتها أمام الشاشة، وكلما رأت شيئاً في الهاتف، كانت تتفاعل معه بشدة، متجاهلة العالم من حولها. كانت تشعر أنها بحاجة إلى مواكبة كل ما يحدث في ذلك العالم الافتراضي، مما أدى إلى تشتتها وعدم قدرتها على التركيز في أمور الحياة الواقعية.

هذه الظاهرة ليست جديدة تمامًا، فقد بدأت تتصاعد بشكل ملحوظ مع تطور التكنولوجيا وانتشار الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي. يمكن أن يكون للشباب، خاصة في سن المراهقة والشباب، قدرة محدودة على التمييز بين الواقع والخيال، مما يجعلهم عرضة للتأثر السلبي بالعالم الافتراضي.

تشير الأم أيضا إلى أن ابنتها كانت طفلة نشطة في السابق تحب السباحة، كمل تعلمت الكثير من المهارات. لكنها الآن تفضل قضاء ساعات طويلة في متابعة الأخبار والتفاصيل التي تراها على الإنترنت، الأمر الذي أثر على حياتها الاجتماعية وحتى العائلية.

هذه القصة ليست مجرد سرد لتجربة فردية، بل هي نموذج لما يعانيه العديد من الأمهات والآباء في مواجهة تأثير التكنولوجيا على أبنائهم. فالتعلق بالعالم الافتراضي أصبح يشكل تهديدًا حقيقيًا لتواصل الشباب مع مجتمعهم وعائلاتهم، ويبدو أن الحل يكمن في ضرورة تعزيز الوعي العائلي والمجتمعي بأهمية توجيه الشباب وتحفيزهم على الاستفادة من التكنولوجيا بشكل إيجابي، بدلاً من الانغماس في تفاصيل تافهة قد تؤثر سلبًا على حياتهم ومستقبلهم.

 

المصدر: Alalam24

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...