منتجعات طقوس الغضب.. هل هي مجرد صيحة عابرة أم طريق للشفاء؟
في عالمٍ يزداد فيه الإجهاد والتسارع، تتزايد الحاجة إلى وسائل صحية للتعبير عن المشاعر السلبية وتخفيف الضغوط النفسية. ومن بين هذه الوسائل التي برزت في الآونة الأخيرة، نجد ما يسمى بـ “طقوس الغضب”. هذه الطقوس، التي قد تبدو غريبة للبعض، تجذب انتباهاً متزايداً، خاصة بين النساء، حيث توفر لهن فضاءً آمناً للتعبير عن غضبهن المكبوت وتحرير طاقاتهن السلبية.
تُعرّف طقوس الغضب بأنها طريقة غير تقليدية للتعامل مع الغضب، حيث يتم توفير بيئة آمنة وموجهة تسمح للمشاركين بالتعبير عن غضبهم بصورة بدنية وعاطفية. وعادة ما تتضمن هذه الطقوس مجموعة من الأنشطة مثل الصراخ، وتحطيم الأشياء، والضرب، والتعبير عن المشاعر بكلمات قوية. قد يبدو هذا الأمر غريباً للبعض، إلا أن مؤيدي هذه الطقوس يؤكدون على فائدتها في تخفيف التوتر والقلق وتحسين الصحة النفسية.
أصول طقوس الغضب وفوائدها تُنسب فكرة طقوس الغضب إلى “ميا باندوتشي”، وهي معالجة روحية أسكتلندية، والتي لاحظت الفوائد النفسية التي تجنيها المشاركات في هذه الطقوس. بدأت باندوتشي بتنظيم جلسات صغيرة لأصدقائها في الطبيعة، ثم تطورت الفكرة إلى إنشاء منتجعات متخصصة في طقوس الغضب، حيث يمكن للنساء من جميع أنحاء العالم المشاركة في هذه التجربة.
وطقوس الغضب قد يكون لها فوائد صحية نفسية عديدة، منها:
التخفيف من التوتر والقلق: تسمح هذه الطقوس للمشاركين بإطلاق العنان لمشاعرهم المكبوتة، مما يساهم في تقليل التوتر والقلق.
تحسين المزاج: بعد المشاركة في طقوس الغضب، يشعر الكثيرون بتحسن في مزاجهم وشعور بالتحرر.
زيادة الوعي الذاتي: تساعد هذه الطقوس الأفراد على فهم مشاعرهم بشكل أفضل والتعرف على محفزات الغضب لديهم.
تعزيز الثقة بالنفس: من خلال التعبير عن الغضب في بيئة آمنة وداعمة، يمكن للمشاركين أن يكتسبوا الثقة بأنفسهم وقدراتهم على التعامل مع المشاعر الصعبة.
على الرغم من الفوائد المحتملة لطقوس الغضب، إلا أنها تثير بعض الانتقادات والمخاوف. حيث يشكك بعض الخبراء في فعالية هذه الطقوس على المدى الطويل، ويخشون أن تؤدي إلى تطبيع العنف أو تشجع على سلوكيات عدوانية. كما أن هناك مخاوف بشأن التكلفة المرتفعة لهذه البرامج، والتي قد تجعلها غير متاحة للجميع.
كما تعتبر طقوس الغضب ظاهرة جديدة مثيرة للجدل، وهي تستحق المزيد من الدراسة والبحث العلمي. في حين أن هذه الطقوس قد تكون مفيدة لبعض الأشخاص، إلا أنه من المهم استشارة مختص في الصحة النفسية قبل المشاركة فيها، خاصة إذا كان الشخص يعاني من اضطرابات نفسية.
