الكاتب: رضوان الله العطلاتي
في مواجهة آخر خرجات علي المرابط البليدة على حسابه في منصة يوتيوب، حيث تفوه بجملة من الادعاءات التي تفتقر إلى المصداقية، نجد أن المغرب مستنير وقوي، يعتمد على الإنجازات المهمة التي تم تحقيقها على أرض الواقع. إن المغالطات التي يروجها المرابط مبنية على قصص من نسج خياله الضيق، لا يدعمها دليل دامغ ولا وثائق، مما يثير سيلا من التساؤلات حول أهدافه الحقيقية ونواياه الخبيثة من وراء هذه الهجمات.
ومما يؤكد زيف الاتهامات البئيسة للصحفي المأجور، هو أن العالم بأسره يشهد على أن المغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، قد حقق تقدمًا كبيرًا في مجالات عدة، منها على سبيل المثال لا الحصر؛ تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، فمنذ توليه العرش سنة 1999، أجرى الملك إصلاحات تهدف إلى تعزيز المشاركة السياسية وتقوية مؤسسات الدولة. هذه الإصلاحات شملت تعديل الدستور في عام 2011، الذي وسع من صلاحيات البرلمان والحكومة، وضمن حقوقًا أساسية للمواطنين.
كما لا يختلف اثنان أنه على المستوى الاقتصادي، وخلافا لما يحكي المرابط من تراهات ألف ليلة وليلة، فالمغرب يعتبر نموذجًا يحتذى به في المنطقة من حيث التنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي. فبفضل السياسات الرشيدة، شهد الاقتصاد المغربي نموًا مستدامًا، وتطورا على مستوى البنية التحتية بشكل كبير، مما جعل البلاد وجهة جذابة للاستثمارات الأجنبية، هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا الاستقرار والأمن الذي تنعم به البلاد، والذي يتم تأمينه بفضل الأجهزة الأمنية المغربية التي تعمل بجد لضمان سلامة الوطن والمواطنين.
وفيما يتعلق بتعاون المغرب مع الدول الأخرى، فيصعب على المرابط ومن هم على شاكلته الاعتراف بنجاح المملكة في نسج علاقات دبلوماسية متينة مع العديد من الدول. أما بالنسبة للجزائر، فرغم التوترات السياسية، فقد أكد الملك محمد السادس في أكثر من مناسبة على أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين، معتبرًا الجزائر “الشقيق”، وهو تعبير يجسد رؤية المغرب لعلاقات أخوية قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المثمر.
ورغم أن الجزائر تحلم بعرقلة عجلة التنمية في المغرب، وتعمل ما بوسعها لتعطيل مساعيه في تحقيق السلم والأمان في المنطقة، فإن المغرب لا يزال ملتزمًا بنهجه الاستراتيجي الذي يرتكز على الحوار والتعاون الإقليمي. كما يستمر المغرب في تعزيز الشراكات مع مختلف الدول والمنظمات الدولية، مؤكدًا على أهمية التكامل الإقليمي والتعاون المشترك لمواجهة التحديات الأمنية والتنموية في المنطقة. حيث يجسد هذا الالتزام رغبة المملكة في تحقيق استقرار دائم وتقدم ملموس لمصلحة شعوب المنطقة.
وكوننا نعلم سر التحامل على المغرب من طرف الأقلام المأجورة، فلن نستغرب اتهامات المرابط الباطلة الموجهة للأجهزة الأمنية المغربية، فاللإشادات الدولية بكفاءة الأجهزة الأمنية ببلادنا تثير جنون أعداء الداخل والخارج، لأن الواقع يعكس بوضوح أنها تعمل وفقًا للقوانين الوطنية والدولية، وتحترم حقوق الإنسان. لذلك الادعاءات التي تتحدث عن ممارسات غير قانونية تفتقر إلى الأدلة الملموسة، وتبدو كجزء من حملة منظمة تهدف إلى تشويه صورة المغرب على الساحة الدولية.
كما لا يمكن إغفال الدور البارز للمغرب في مكافحة الإرهاب والتطرف، فقد كان للمملكة دور ريادي في التصدي للإرهاب من خلال استراتيجية شاملة تعتمد على الوقاية والتعاون الدولي، وهو ما أكسبها احترامًا وتقديرًا دوليًا.
من جهة أخرى، تجدر الإشارة إلى أن حرية التعبير في المغرب قد شهدت بالفعل تحسنًا وتقدما ملحوظين، حيث يتمتع الصحافيون والكتاب بحرية في التعبير عن آرائهم وانتقاد الحكومة، مقارنة بالعديد من الدول الأخرى في المنطقة. ومع ذلك، فإن ممارسة هذه الحرية يجب أن تكون مسؤولة ومبنية على الحقائق وليس على الافتراءات؛ كالتي يروج لها ليل نهار أمثال المرابط على منصات التواصل الاجتماعي.
يمكن القول إن محاولة لمرابط تشويه صورة المغرب عبر نشر الأكاذيب والادعاءات الباطلة لن تنجح في النيل من سمعة البلاد وإنجازاتها، فقد حاول الكثيرون قبله ولم ينالوا إلا أصفارا على الشمال.
إن المملكة المغربية مستمرة في مسيرتها التنموية، متمسكة بمبادئها الراسخة، وتعمل بجد لتعزيز مكانتها كدولة قوية ومستقرة تساهم بفعالية في تحقيق السلام والتنمية في المنطقة والعالم.
المصدر : Alalam24