“يورو 2020”.. حفل كروي شعاره التحدي اللوجستي والصحي المزدوج

بعد سنة من الانتظار، سيعم سحر الكرة المستديرة مختلف أرجاء القارة العجوز برسم النسخة السادسة عشرة من البطولة الأوروبية لكرة القدم، الاستثنائية اعتبارا لعدة معطيات.

وستجرى هذه النسخة الجديدة من اليورو، التي كانت ستنظم مبدئيا في الصيف الماضي، لكن تم تأجيلها بسبب جائحة فيروس “كورونا”، ليس في بلد واحد ولكن في 11 مدينة أوروبية مختلفة.

فمن غلاسكو إلى سان بترسبورغ، مرورا بروما وإشبيلية وبوخارست، كانت للاتحاد الأوروبي لكرة القدم نظرة أوسع نطاقا بمناسبة الذكرى الستين لأول بطولة كرة قدم أوروبية، لكن جائحة “كوفيد-19” جاءت لتعقيد الوضع بالنسبة للمنظمين، الفرق والمشجعين.

وفي مواجهة تحد لوجستي وصحي مزدوج، تحوم العديد من الشكوك التي تولد عدة مخاوف بشأن العواقب السلبية على الأداء الرياضي للمنتخبات الـ 24 المشاركة في هذه البطولة الأوروبية.

ومن بين الصعوبات الرئيسية التي سيتعين على المنظمين مواجهتها، النجاح في عودة الجمهور إلى الملاعب بعد زهاء عام ونصف من المباريات خلف الأبواب المغلقة.

وقال ألكسندر تشيفرين، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “لقد عملنا بجد مع الاتحادات المضيفة والسلطات المحلية قصد ضمان إطار آمن واحتفالي للمباريات”.

لكن المدن المضيفة، التي ستواجه صعوبات في ضمان الحضور الآمن للجماهير على المدرجات، كانت لها الكلمة الأخيرة بشأن الطاقة الاستيعابية للملاعب.

وللحسم في هذا التساؤل، كان عليها أن تأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل، لاسيما تطور الوضع الصحي، وتعميم التلقيح على المستوى المحلي، أو حتى مشاريع الانتعاش الاقتصادي، مع مراعاة الحد الأدنى الذي تقدر نسبته بـ 25 في المائة على الأقل من سعة الملعب المحدد من طرف “الويفا”.

وإذا كانت بودابست تهدف إلى شغل 100 بالمائة من سعة ملعبها، فقد أكدت سان بترسبورغ وباكو أن 50 بالمائة من سعتهما ممتلئة، في حين أن ملاعب أمستردام وبوخارست وكوبنهاغن وغلاسكو وروما وإشبيلية ستستقبل المشجعين بنسبة تتراوح ما بين 25 و33 في المائة.

من جهتها، تخطط لندن لسعة لا تقل عن 25 في المائة بالنسبة للمباريات الثلاث الأولى من دور المجموعات ودور ثمن النهاية، بينما تهدف ميونخ إلى استقبال ما لا يقل عن 14 ألفا و500 متفرج، ما يعادل نحو 22 في المائة من الطاقة الاستيعابية لملعب “أليانز أرينا”.

ومن أجل ضمان حضور آمن للجماهير واستبعاد شبح العدوى في الملاعب، قالت الهيئة المشرفة على تسيير شؤون كرة القدم الأوروبية إنها اتخذت حزمة من الإجراءات.

هكذا، سيتم تخصيص برهة زمنية مدتها 30 دقيقة لكل حامل تذكرة قصد الوصول إلى الملعب وتجنب طوابير الانتظار. وبحسب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، فإن ارتداء الكمامات الواقية إلى جانب تدابير أخرى قد تشمل قياس درجة حرارة الجسم أو اختبارات “كوفيد” سريعة مبرمجة أيضا، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات قد تختلف بحسب الملعب.

وبخصوص تنقلات المشجعين عبر أوروبا، فإن قيود الدخول عبر الحدود ومتطلبات السفر قد تحول دون لحاق المشجعين بفرقهم قصد دعمها.

وبحسب “الويفا”، فلن يتم منح أي استثناءات لحاملي التذاكر. ولوحدها، أقرت كل من هنغاريا وأذربيجان وروسيا إجراءات خاصة للمشجعين القادمين من الخارج، تشمل إعفاءات الحجر الصحي.

ويمثل تجمع المشجعين خارج الملاعب، أيضا، تحديا وازنا للسلطات في المدن المضيفة، التي يتعين عليها الاستمرار في مكافحة تفشي فيروس “كورونا” مع السماح للجماهير بعيش شغفهم الكروي.

وأكد مجلس الاتحاد الأوروبي، الذي يمثل حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ضمن خلاصات تم تبنيها في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن اليورو يمثل تحديا أمنيا “غير مسبوق”، مع التأكيد على ضرورة استمرار المنظمين في اعتماد الإجراءات والتدابير التي تمنع انتشار الفيروس في صفوف جميع الفاعلين المعنيين.

وإلى جانب المنظمين والمشجعين، تؤثر القيود الصحية، أيضا، على الفرق المشاركة في البطولة، ولاعبيها الذين يتعين عليهم التكيف مع الظروف القاسية التي تهدف إلى منع ظهور بؤر للعدوى.

وفي إطار “الفقاعات” الصحية، ينبغي على اللاعبين الخضوع بشكل خاص لاختبارات فحص متباعدة بحد أقصى قدره أربعة أيام وتجنب الاتصالات الخارجية والزيارات.

وعلى الرغم من هذه التدابير، فإن شبح البؤر يخيم على الفرق بعد أن أعلنت كل من إسبانيا والسويد عن حالتين إيجابيتين بين لاعبيهما.

وفي مواجهة خطر العدوى على نطاق واسع، قررت إسبانيا تلقيح جميع لاعبيها قبل بدء المسابقة، لكن بالنسبة لبلدان أخرى، لن يكون تطعيم اللاعبين إجباريا ويبقى قبل كل شيء “قرارا شخصيا”.

وحتى مع تأجيله لمدة عام، سيقام “يورو 2020” تحت شعار الوباء وقيوده الكثيرة، لكن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وعد بأنه سيكون قبل كل شيء “حفلا كرويا كبيرا” مع مستوى لعب جيد، وعواطف قوية، والعودة التي طال انتظارها للجماهير إلى الملاعب.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...