جنيف.. الشوارع تغير أسماءها إنصافا لنساء رائدات

تكتسي تلك اللوحات الزرقاء التي تعلو زوايا الشوارع والأزقة في جنيف رمزية خاصة، لكونها تحيل في معظمها إلى شخصيات عظيمة التأثير في حياة المدينة، ماضيها أو حاضرها، غير أن مقاربة النوع شقت طريقها إلى ساحة التدبير العمومي للمجال الحضري، لتفرض تعديلات تمنح هذه الأماكن حياة جديدة، بأسماء جديدة، نسائية بالتحديد.

هو مشروع تباشره المدينة تأنيثا لذاكرتها، وإنصافا للشخصيات النسائية التي لم تجد مكانا لها في زحمة الأسماء التي تعكس طغيانا عدته الناشطات النسائيات تكريسا لحيف اعتباري تجاه إسهام المرأة في بناء الوجه الحضاري المشع للمدينة السويسرية العالمية الطابع.

يعكس هذا المشروع وعيا بأهمية الوظيفة البيداغوجية والثقافية لهذه اللوحات المعدنية الزرقاء التي غالبا ما يصحبها تعريف موجز بحامل الاسم، يحمل العابر اليقظ على البحث في التاريخ لاستكمال معرفته بإسهام ذلك العلم والمسار الذي سوغ استحقاقه لخلود في معمار المدينة جيلا بعد جيل. الجدران هنا تحفظ عطاء البشر منذ قرون.

يعود فضل المبادرة إلى اجتهاد جمعية نسائية رفعت سنة 2019 شعار الاحتفاء بـ 100 شخصية نسائية ساهمن في صناعة تاريخ المدينة وإثراء نسيجها الاجتماعي والثقافي، غير أنهن ظللن “منسيات” في الذاكرة الجماعية. صدر كتاب توثيقي بيوغرافي احتفاء بإسهامهن، وكان على بلدية جنيف أن تلتقط المشعل لتباشر مشروع إدماجهن في خريطة الشوارع والساحات. قدمت الجمعية تشخيصا لحالة اللامساواة الرمزية في نظرها: 7 في المائة فقط من الشوارع تحمل أسماء نساء. 549 شارعا بأسماء المذكر، 43 فقط تعود لنساء. يشترط القانون المحلي أن يكون الاسم الجدير بالتخليد لشخصية أغنت التاريخ المحلي، وأن تكون توفيت قبل أكثر من عشر سنوات على الأقل. كثيرات من يستوفين الشرط، تقول الناشطات في إيماءة إلى عقلية لم تلجم ذكوريتها تماما.

 

المصدر: Alalam24

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...