كيف ساهمت النساء في منع تفشي الأنيميا المنجلية بالوطن العربي؟

العالم24 يحتفي العالم العربي اليوم -بعد قرابة عقدين من التكاتف للتصدي للأنيميا المنجلية بتراجع نسبة انتشاره بسبب العديد من العوامل، أهمها فحوصات ما قبل الزواج الإلزامية في بعض الدول العربية، ولا سيما دول الخليج العربي، حيث يعي العديد من المقبلين على الزواج أهمية الفحص الطبي، الذي يمكن أن يحمل بين طياته خبر عدم التوافق، بسبب حمل كلا العروسين لجينات فقر الدم المنجلي أو الثلاسيميا. ويتفشى كلا المرضين في منطقة الخليج وحوض البحر الأبيض المتوسط.

الأنيميا المنجلية

تعد الأنيميا المنجلية من أكثر الأمراض الوراثية انتشارا في العالم بأسره، ويحمل 5% من سكان العالم جين الأنيميا المنجلية.

هؤلاء لا يعانون من أي أعراض، بل يحملون المرض من جيل إلى آخر، وتكمن خطورتهم في قدرتهم على نقله للأجيال الجديدة حال تم الزواج من شخص آخر حامل للمرض، في حين تنتفي فرصة الانتقال لجيل جديد حال تم الزواج من شخص سليم لا يحمل الجين.

وتصل نسبة توريث الأنيميا المنجلية لأبناء حامل المرض إلى 25%، في حين يتم نقلهم لصفة حامل المرض بنسبة 50%، فإذا كان لديهم أربعة أبناء يصبح لديهم ابن مصاب واثنان يحملان المرض.

وتصيب الأنيميا المنجلية الأطفال بنوبات متكررة من الألم، تتباين درجاتها من متوسطة إلى شديدة، وتستمر من ساعات إلى عدة أسابيع.

وتتعدد النوبات على مدار العام عشرات المرات، وقد تتسبب في إقامة الأطفال بالمستشفيات لأيام، وتعرضهم لتأخر النمو والبلوغ والعدوى المتكررة، وكثيرا ما يحتاجون لنقل الدم بسبب فقر الدم الشديد، ومن هنا تكمن أهمية فحوصات ما قبل الزواج من أجل الحد من نقل المرض إلى الأجيال الجديدة.

فحوصات ما قبل الزواج

وصلت أرقام المصابين في العقد الماضي في العديد من الدول العربية إلى خمسة أطفال من بين كل 100 مولود، وتكمن الخطورة في أنهم مصابون وليسوا حاملين للمرض فقط، الأمر الذي دفع الحكومات لإلزام المقبلين على الزواج بالقيام بفحوصات طبية حقيقية تؤكد تطابق الجينات أو تباينها.

وأجرت السعودية عام 2015 مسحا بشأن الالتزام بفحوصات ما قبل الزواج، وكشف هذا المسح أن 7637 مواطنا سعوديا ومواطنة أقدموا على الزواج برغم نتائج الفحص التي أوصت بضرورة عدم الزواج، إذ يمثلون نسبة 40% ممن كشف المسح عن حملهم لـ”جين” المرض.

وأشارت المسوحات الصحية في سلطنة عُمان إلى حمل 6% من سكان البلاد “جين” الأنيميا المنجلية،  في حين يُقدم 80% من غير المطابقين لنتائج فحوصات ما قبل الزواج على إتمام الزواج رغم نتائج الفحص التي تشير إلى احتمالية زيادة فرص إصابة الأبناء.

ومع كل محاولات الدول لرفع الوعي والاتجاه نحو قوانين للحد من انتشار تلك الأمراض الوراثية، كان من الصعب أن تلزم الدول حاملي المرض بعدم الزواج، وهنا لعبت المرأة العربية دورا مميزا ولا سيما في دول الخليج العربي.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...