مبادرة تضامنية تحول مقاهي عاصمة الغرب إلى فضاء للمواطنة خلال النسخة الأولى من مهرجان القنيطرة

إن أي مهرجان جماهيري ناجح لا يُقاس فقط بحجم العروض الفنية أو البرمجة الثقافية، بل بمدى انخراط مختلف الفاعلين المحليين في إنجاحه. وهنا، ما يميز مدينة القنيطرة في نسختها الأولى من مهرجانها الوطني، هو أن روح المواطنة والمسؤولية الجماعية ظهرت بشكل جلي، حين بادرت الجامعة الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم إلى فتح مرافقها الصحية للعموم، وهي خطوة حضارية تُحسب لهم، ولا تُحسب ضد أحد.

 

فالمدن التي تتطلع إلى بناء صورة سياحية وثقافية لا تكتفي بما توفره السلطات العمومية، بل تراهن على وعي الساكنة وانفتاح مؤسساتها الخاصة على المصلحة العامة؛ أن تفتح المقاهي أبوابها أمام الزوار ليس “عجزاً تنظيمياً”، بل هو نموذج للتكامل بين القطاعين العام والخاص، ورسالة قوية بأن المجتمع المحلي قادر على المساهمة الفعلية في إنجاح حدث وطني.

 

ثم إن المرافق الصحية المتنقلة قد تكون حلاً تقنياً مؤقتاً، لكن الحل الأعمق هو تعبئة كل المكونات بما فيها التجار والمهنيون، حتى يشعر الزائر أن المدينة كلها تحتفل وتضع إمكانياتها رهن إشارته، هذا السلوك ينسجم مع قيم التضامن التي تُميز المغاربة، ويعكس وعي المهنيين بضرورة إنجاح التظاهرة، بعيداً عن الحسابات الضيقة.

 

إن الصورة التي يجب أن تُلتقط اليوم ليست غياب بنية تحتية هنا أو هناك، بل حضور وعي جماعي يربط نجاح المهرجان بالمسؤولية المشتركة، فالمقاهي التي فتحت مرافقها الصحية للزوار، أرسلت رسالة واضحة: القنيطرة مدينة متضامنة، ترحب بزوارها وتُشرك كل طاقاتها في إنجاح مهرجانها، وهذه بالضبط هي الروح التي تجعل من أي تظاهرة محلية حدثاً وطنياً يُعزز صورة المغرب الثقافية والسياحية.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...