المنتجات الفلاحية المغربية تفرض حضورها في السوق الأوروبية

في خضم التغيرات العميقة التي تطال سلاسل الإمداد العالمية وأسواق الغذاء، يبرز المغرب كمصدر موثوق ومنافس في القطاع الزراعي، بفضل قدرته المتنامية على توفير منتجات فلاحية تلبي الطلب الأوروبي المتزايد على الجودة والتنوع.

ومع تنامي التحديات المرتبطة بالأمن الغذائي، تتعزز مكانة المملكة كلاعب أساسي وشريك استراتيجي في تأمين الإمدادات الغذائية للاتحاد الأوروبي.

وكشفت بيانات جديدة صادرة عن وزارة الاقتصاد والتجارة والأعمال في إسبانيا عن طفرة ملحوظة في حجم الواردات الإسبانية من المنتجات الزراعية والغذائية المغربية خلال الربع الأول من عام 2025.

فقد ارتفعت هذه الواردات بنسبة تقارب 20% مقارنة بنفس الفترة من عام 2024، في إشارة إلى تنامي الاعتماد الأوروبي على المنتجات المغربية وثقة الأسواق في جودتها وتنافسيتها.

وسجلت إسبانيا واردات بلغت قيمتها 808 ملايين يورو في فئة الأغذية والمشروبات والتبغ القادمة من المغرب ما بين يناير ومارس 2025، أي بزيادة قدرها 119 مليون يورو عن الفترة نفسها من العام السابق، التي بلغت فيها الواردات 689 مليون يورو.

أما على مستوى الكميات، فقد ارتفع الحجم بنسبة 16% ليصل إلى 242,736 طنًا، ما يعكس توسيعًا فعليًا في حجم المبادلات التجارية بين الجانبين.

هذا الأداء اللافت يعكس ليس فقط تحسن الإنتاجية الزراعية المغربية، بل أيضًا تطور سلاسل القيمة والجودة، مما مكن المغرب من تجاوز دوره كمزود محلي ليصبح فاعلًا دوليًا مؤثرًا في أسواق الغذاء، خاصة في سياق يتسم بارتفاع الطلب العالمي واضطراب في تدفقات الإمدادات.

ويؤكد هذا النمو على عمق الشراكة المغربية الأوروبية، وعلى قدرة القطاع الفلاحي المغربي على مواكبة المتطلبات العالمية، سواء من حيث الكفاءة الإنتاجية أو المعايير الصحية والبيئية، مما يعزز صورة المغرب كمورد موثوق ومستدام في مشهد غذائي عالمي لا يزال يتطور بوتيرة متسارعة.

 

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...