عرفت أسعار الديك الرومي في الأسواق المغربية تراجعًا حادًا وغير معتاد، حيث انخفضت إلى حدود 16 درهما للكيلوغرام بالجملة، بل نزلت أحيانا إلى ما دون ذلك، في أول انهيار سعري من نوعه منذ أكثر من عام.
هذا التحول المفاجئ في منحى الأسعار فُسر من قبل مهنيي القطاع بوفرة الإنتاج التي أعقبت شهر رمضان، تزامنًا مع استقرار أسعار لحوم الدجاج، وهو ما خلق نوعا من التوازن المختل في السوق لصالح الدجاج على حساب الديك الرومي. غير أن هذا التراجع، الذي قد يبدو إيجابيًا للمستهلك، لا يخلو من تداعيات قاسية على المربين الذين وجدوا أنفسهم في وضعية حرجة، خاصة أن تكاليف الإنتاج لم تواكب هذا الانخفاض وبقيت مرتفعة، في مقدمتها سعر الكتاكيت الذي ما يزال عصيا على الهبوط.
ويرى فاعلون في المجال أن الأسعار الحالية تهدد استمرارية نشاط عدد من المنتجين الذين يعانون من خسائر متراكمة، نتيجة بيع لحوم الديك الرومي بأثمان لا تغطي كلفة الإنتاج.
في الوقت نفسه، أوضح بعض المهنيين أن هذا النوع من الطيور غالبا ما ينتجه كبار الفلاحين ويشكل بديلا مباشرا للدجاج، ما يجعله عرضة لتقلبات السوق حين يرتفع المعروض من اللحوم البيضاء.
وفي سوق الجملة بمدينة الدار البيضاء، هوت أسعار الكيلوغرام الواحد إلى نحو 13.50 درهما، وهو رقم لم يسجله القطاع منذ يونيو من السنة الماضية، ما يعكس حجم الضغوطات التي يعيشها مربو الديك الرومي حاليا.