إرهاق الحمل.. هل هو مجرد هرمونات أم شيء آخر؟
يعد الشعور بالتعب والنعاس من الأعراض الشائعة التي تواجهها المرأة خلال الأشهر الأولى من الحمل، حيث تعاني الكثير من الحوامل من الإرهاق، الغثيان، والرغبة في النوم لفترات طويلة، خاصة في الأسابيع الـ12 الأولى. تعود هذه الأعراض إلى التغيرات الهرمونية السريعة، مثل ارتفاع مستوى هرمون البروجسترون، إضافة إلى تغييرات جسدية أخرى ترافق الحمل. رغم ذلك، يمكن لبعض الحوامل الحفاظ على نشاطهن البدني إذا كانت حالتهن الصحية جيدة ولم تكن هناك مضاعفات خطيرة.
من أبرز علامات الحمل المبكرة الشعور بانقباضات خفيفة تشبه تلك التي تحدث في الدورة الشهرية، إلى جانب نزول قطرات من الدم في وقت مبكر من الحمل. كما قد تعاني الحامل من تقلبات مزاجية وألم في الثدي، بالإضافة إلى الانتفاخ وصعوبة في الإخراج. تؤدي التغيرات الهرمونية إلى زيادة تسارع عمليات الأيض، ما يجعل الجسم يحرق الطاقة بشكل أسرع، وهو ما يعزز شعور المرأة بالإرهاق. كما أن انخفاض ضغط الدم وزيادة إنتاج الدم يمكن أن يستهلكا مزيدًا من الطاقة.
من الأسباب الأخرى للإرهاق في الحمل هو غثيان الصباح والتبول المتكرر، حيث يصعب على الحامل الحصول على راحة كافية أثناء الليل، مما يساهم في شعورها بالتعب المستمر. في بعض الحالات، قد يرتبط الإرهاق بفقر الدم أو حتى بالاكتئاب، الذي يعاني منه عدد من النساء الحوامل، ويتميز بشعور مستمر بالحزن وفقدان الاهتمام بالأشياء.
في بعض الأحيان، قد يشير الإرهاق المفرط إلى حالات صحية خطيرة، مثل هبوط ضغط الدم أو نقص الأملاح أو السكري، ما يستدعي استشارة الطبيب فورًا. إذا كانت المرأة الحامل تشعر بالاكتئاب أو تميل للبكاء لأسباب بسيطة، فقد يكون ذلك دليلاً على الاكتئاب، وهو ما يتطلب دعمًا نفسيًا من المحيطين بها.
ولتخفيف الإرهاق، من المهم أن تعتني الحامل بنوم جيد دون انقطاع، وتجنب تناول المشروبات التي قد تزيد من التبول وتؤثر على راحتها أثناء النوم. ينصح أيضًا بتناول طعام صحي غني بالبروتين والفيتامينات، مع التركيز على الكربوهيدرات لتوفير الطاقة اللازمة لبناء الجنين. من الأمور الهامة أيضًا زيارة الطبيب بشكل دوري لمتابعة الحمل والتأكد من عدم وجود أي أعراض غير طبيعية. يمكن أيضًا تقسيم الوجبات إلى عدة وجبات صغيرة ومتكررة، والتأكد من شرب كميات كافية من السوائل، مثل الماء والعصائر الطبيعية.
تجنب تناول الأطعمة الدسمة والمقلية والروائح القوية يساعد على تخفيف الغثيان، ويمكن استخدام الزنجبيل أو النعناع أو اللبن لتقليل الشعور بالغثيان. إذا استمرت أعراض القيء بشكل مستمر، يجب استشارة الطبيب. من الضروري أيضًا ممارسة تمارين خفيفة مثل المشي أو السباحة، مع تجنب الأنشطة المرهقة، والحصول على فترات من الراحة الكافية.
