المسيرة الخضراء ملحمة وطنية برؤية ملكية وإرادة شعب

في خطاب خالد للملك الراحل الحسن الثاني، عبّر عن عزمه الراسخ وتصميمه العميق على استرجاع الصحراء المغربية بوسيلة سلمية تستند إلى الحق والعدالة. هذا الخطاب الذي أطلقه الحسن الثاني في العام 1975، عبّر فيه عن رؤية متفردة للعمل الجماعي والتحرك الموحد، ليس بالأسلحة أو القوة العسكرية، بل بمسيرة شعبية تعتمد على الإيمان والإرادة.

أعلن الملك الراحل عن انطلاق المسيرة الخضراء، وهي خطوة جريئة وشجاعة، حيث دعا الشعب المغربي للذهاب سيرًا على الأقدام نحو الصحراء للمطالبة باسترجاع أراضيهم. وفي خطابه الموجه إلى الشعب، شدد على ضرورة أن يكون هذا التحرك خاليًا من العنف، مبرزًا أهمية السلم كأداة لتحقيق أهداف وطنية عادلة.

وأشار الحسن الثاني إلى أن المشاركين في المسيرة يجب أن يتوضؤوا ويستقبلوا القبلة ويصلوا ركعتين شكرًا لله، لأنهم مجاهدون في سبيل استعادة حقهم المشروع. هذه الدعوة الدينية أكسبت المسيرة طابعًا روحانيًا وأخلاقيًا عميقًا، وجعلتها رمزًا للوحدة الوطنية والتضامن الشعبي.

في سياق هذا الخطاب، أكد الملك على أن المسيرة الخضراء لم تكن فقط مجرد تحرك لاستعادة أراضٍ، بل كانت رسالة للعالم بأن المغرب يمتلك شعبًا موحدًا وراء قضيته، مستعدًا للتضحية والعمل من أجل أرضه وسيادته. وقد أثمرت المسيرة عن نتائج إيجابية، حيث أسهمت في تعزيز وحدة الصف المغربي، وأصبحت علامة فارقة في التاريخ المغربي الحديث، تذكرنا بقوة الإرادة المغربية والتضامن الجماعي.

اليوم، تظل المسيرة الخضراء رمزًا خالدًا للنضال السلمي والوحدة الوطنية، ويظل خطاب الحسن الثاني مرجعًا يتناقل عبر الأجيال، ليعزز الوعي بأهمية التضحية والعمل الجماعي من أجل تحقيق السيادة والكرامة.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...