قطاع النظافة في مدينة القنيطرة يمر بمرحلة حرجة، حيث أصبح الوضع مثيرا للقلق لدى السكان المحليين، في مشهد يتناقض تمامًا مع حجم المدينة وموقعها الجغرافي المهم، باعتبارها أقرب المدن إلى العاصمة الإدارية، فإن انتشار الأزبال في الأحياء والشوارع بات مشهدًا مألوفًا، وهو أمر يثير حفيظة المواطنين الذين يشعرون بالخذلان بعد التعاقد مع شركة يُفترض أنها رائدة في هذا المجال.
المواطنون كانوا يأملون في تحسين ملحوظ بعد تولي الشركة الجديدة إدارة ملف النظافة، خصوصًا أن هذه الشركة حققت نجاحات في مدن أخرى. إلا أن الآمال تبددت عندما تكررت مشاهد الإهمال وانتشرت النفايات في كل زاوية، فشوارع المدينة الكبرى والصغرى، الأحياء الراقية والمناطق الشعبية، كلها أصبحت تحت رحمة تراكم الأزبال، في غياب واضح للالتزام بدفتر التحملات من قبل الشركة المفوضة.
الإحباط بين السكان تجاوز الحديث عن الأزبال فقط، فقد بدأت تظهر مشاكل إضافية تزيد الوضع سوءًا، من بين تلك المشاكل، طريقة جمع النفايات التي تعتمد على وسائل وآليات قديمة ومتهالكة، وأحيانًا تكون خطيرة كما حدث مؤخرًا عندما تسبب شاحنة جمع النفايات بحادثة اصطدام مع أحد المنازل. إلى جانب ذلك، يعاني العمال من ظروف عمل غير لائقة، حيث يظهرون بملابس غير مهنية، ما يعطي انطباعًا بأن هناك إهمالًا شاملاً يمتد إلى أدق التفاصيل.
الخطير في الأمر أن مشكلة النظافة تؤثر سلبًا ليس فقط على السكان المحليين، بل على سمعة المدينة ككل. فالزوار والسياح، الذين يأتون من مختلف المناطق، يواجهون مدينة غارقة في الأزبال، مما يقدم صورة سلبية تضر بشكل مباشر بجاذبية القنيطرة السياحية وتعيق تنميتها الاقتصادية.
يبدو أن الحل يكمن في تحمل المسؤولين المحليين لمسؤولياتهم ومساءلة الشركة المفوضة، فملف النظافة يعد مرفقًا حيويًا، ولا يمكن السماح باستمراره بهذا الشكل، والمسؤولون مطالبون بإعادة النظر في الاتفاقيات المبرمة وضمان تطبيق دفتر التحملات بكل صرامة، بل وفتح الباب أمام خيارات جديدة قد تحسن من جودة الخدمات.
لكن رغم هذا الوضع المزري، يبقى الأمل موجودًا في تحرك جاد من المجلس البلدي لتحسين الأوضاع.
المصدر: Alalam24