غوفرين: تطوير العلاقات مع المغرب أصبح أصعب

العالم24

ألغى المغرب لقاءين رسميين كان يُفترض أن يجمعا وفدا من رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا ونشطاء في المجال الثقافي قادمين من إسرائيلية بوزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بن سعيد من جهة، ومع ممثلين للبرلمان المغربي من جهة أخرى، وذلك إثر مقتل الصحافية الفلسطينية بشبكة “الجزيرة”، شيرين أبو عاقلة، برصاص القوات العبرية يوم 11 ماي الماضي، الأمر الذي اعتبرته تقارير إسرائيلية هزة لاتفاق عودة العلاقات الدبلوماسية الموقع أواخر سنة 2020.

وكشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن الوفد الإسرائيلي حضر إلى المغرب تزامنا مع واقعة مقتل أبو عاقلة، ولم يكن أغلب أعضائه على علم بما جرى قبل أن ينتبه اثنان منهم إلى الأخبار التي بدأت تنتشر عن كون الصحافية الفلسطينية اغتيلت برصاص قناص إسرائيلي في جنين، وفي اليوم التالي كان من المفترض أن تزور المجموعة البرلمان المغربي للقاء بمنتخبين يمثلون حزب الأصالة والمعاصرة الذي وصفته بأنه “داعم للتطبيع مع إسرائيل”، لكن الاجتماع ألغي صباحا.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فالحكومة بدورها اتخذت موقفا مما جرى، حين ألغى الوزير المكلف بقطاعي الثقافة والاتصال، المهدي بن سعيد، اجتماعا مع الوفد رغم برمجته سلفا، وعلى مدار الأسبوع الذي كان خلاله الإسرائيليون موجودين بالمغرب جرى إلغاء لقاءاتهم بمختلف الفاعلين السياسيين رغم استمرار اجتماعاتهم ذات الطابع الثقافي والتجاري، بينما بدأ ضباط الشرطة في الظهور أينما توقفت الحافلة السياحية التي كانت تقل الوفد، كدليل على رفع درجة التأمين.

واعتبر التقرير أن مقتل أبو عاقلة مثل “ضغطا” على الاتفاقيات الموقعة بين إسرائيل والدول العربية، ونقلت عن مصادر مغربية لم تكشف عن هويتها تأكيدها أن “الموت المؤسف للصحافية الفلسطينية والأحداث التي وقعت (في المسجد الأقصى) شهر رمضان الأخير” كان لهما تأثير كبير على العلاقة بين المملكة والدولة العبرية، مبرزة أن “الإعلام في المغرب مؤيد للفلسطينيين والمغاربة لديهم الكثير من التعاطف مع القضية الفلسطينية، والأحداث الكبيرة تؤثر على الرأي العام”.

من جهته، كان رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي، ديفيد غوفرين، الشخص الوحيد الذي خُصص استقبالا رسميا للوفد، ونُقلت عنه تصريحات مفادها أن الأحداث التي وقعت في القدس والتي وصفها بـ”أعمال الشغب” إلى جانب مقتل أبو عاقلة “تجعل تطوير العلاقات (المغربية الإسرائيلية) أكثر صعوبة”، مبرزا أنه يتوقع أن تعود إلى طبيعتها بسرعة مع مرور الوقت، وأضاف أن المغاربة “يتعاطفون مع الفلسطينيين، لكن القضايا الفلسطينية تُثار من حين لآخر ومعظمها في أوقات الأزمات”.

على الرغم من وجود نزاع حدودي جغرافي قريب من تفاصيل السيطرة الإسبانية على سبتة ومليلية بين مدريد ولندن حول جبل طارق، إلا أن هيئة الإذاعة البريطانية BBC قررت فتح ملف المدينتين اللتان يطالب المغرب بالسيادة عليهما منذ مئات السنين، وذلك في سياق إعادة فتح المعبرين البريين اللذان ظلا مُغلقين بقرار من الرباط لأكثر من سنتين، مبرزة بأن الأمر يتعلق بأراضٍ تنتمي للقارة الإفريقية وبكون انتمائهما لإسبانيا جاء نتيجةً لتوسع عسكري.

وفي ملف مطول على موقعها الإلكتروني، ناقشت BBC هذا الملف بنوع من الموضوعية بعيدا عن ما تُروجه مدريد حول أن ضمها لسبتة ومليلية كان في وقت لم تكن فيه المدينتان تنتميان لأي دولة أخرى، وجاء في المادة أن سبتة وإلى حدود سنة 1415 كانت واحدة من الموانئ الاقتصادية الاستراتيجية الرئيسية في العالم الإسلامي قبل أن تُحتل من طرف البرتغال وتنتقل إلى إسبانيا سنة 1640 إثر تفكك الاتحاد الإيبيري، في حين احتل التاج القشتالي مليلية سنة 1497 وضمها إلى مستعمراته بعد سقوط غرناطة.

وشدد التقرير على أن فقدان سبتة ومليلية لا يزال “ذكرى هزيمة مؤلمة ومذلة للعديد من المسلمين أمام القوى الأوروبية المسيحية”، مبرزا أن التواجد الإسباني في هذه المناطق من شمال إفريقيا كان أمرا أساسيا لفرض الطموح التوسعي لإسبانيا التي فرضت سيطرتها على الجانب الآخر من مضيق جبل طارق على بعد 14 كيلومترا فقط من سواحل شبه الجزيرة الإيبيرية، ما سهل لها التحكم في عبور الأشخاص والتدفقات التجارية ومكافحة القرصنة.

ورغم أن القانون الدولي حاليا لا يعتبر المنطقتين مستعمرات باعتبارهما منطقتين إسبانيتين خاضعتين للحكم الذاتي، إلا أنه يذكر أيضا أن المغرب ومنذ حصوله على الاستقلال، طالب مرارا وتكرارا بإنهاء ما يعتبره احتلالا إسبانيا تخضعان له، في مواجهة رفض هذه الأخيرة التفاوض بشأنهما، وأبرز التقرير أن الأمر الآن لا يتعلق بالمدينتين فقط بل أيضا بالجزر الصغيرة غير المأهولة الموجودة بالبحر الأبيض المتوسط، وتدافع مدريد على الاستمرار في ضمها إلى كونها “أصبحت أراضٍ إسبانية قبل فترة طويلة من تحول المغرب لدولة، ولدمجها في الدستور الإسباني”.

جريدة إلكترونية مغربية

 

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...