العالم24
ثمّنت مدينتا سبتة ومليلية المحتلتان وجزر الكناري التقارب السياسي بين مدريد والرباط، حيث تراهن كلها على الاتفاق الجديد لتعميق التعاون الأمني في مجالات الهجرة غير النظامية ومكافحة الظواهر الإرهابية والشبكات الإجرامية.
وأكد أنخيل فيكتور توريس، رئيس جزر الكناري، في تصريحات إعلامية متعددة، أن “الوضع السياسي الجديد سينعكس إيجابا على جزر الكناري، سواء تعلق الأمر بالمجال الأمني أو الاقتصادي”.
فيما قال خوان فيفاس، حاكم ثغر سبتة المحتل، إن “المرحلة السياسية الجديدة بين البلدين سيكون لها وقع أمني إيجابي”، مضيفا أنه “سيتم احتواء موجات الهجرة غير الشرعية في المستقبل”، وفق ما أوردته وكالة “أوروبا بريس”،
من جهته، أوضح إدواردو دي كاسترو، رئيس ثغر مليلية المحتل، أن “الاتفاق السياسي سيعود بالنفع على المدينة، خاصة من الناحية الاقتصادية”، لافتا، في حوار مع “إل كونفدونسيال”، إلى أنه “يأمل بأن تنتهي أزمة الهجرة المندلعة في وقت سابق”.
وفي تعليقه على ذلك، قال مصطفى أوزير، خبير في العلاقات المغربية- الإسبانية والأمريكية- اللاتينية، إن “العلاقات المغربية الإسبانية ظلت تتقاذفها الأمواج منذ عقود، بسبب لجوء الطرف الآخر إلى مساومة المغرب في قضية صحرائه لمواجهة قضايا كونية أخرى، مثل الهجرة ومكافحة الإرهاب والتنمية والدعم الدولي”.
وأضاف أوزير، في تصريح لمصادر مطلعة، أن “إسبانيا ستجعل معالجة الإشكاليات المرتبطة بالهجرة غير النظامية في صلب اهتماماتها التفاوضية مع المغرب لأسباب عدة؛ من أهمها إعلان المغرب في مناسبات كثيرة عن عدم استعداده للعب دور الشرطي للحدود الأوروبية”.
وتابع الأستاذ الجامعي قائلا إن “المملكة المغربية طالما شددت على ضرورة بناء سياسة تشاركية بين الطرفين، وتعاون قائم على المصلحة المشتركة وتعميم المنافع لشعوب المنطقة، بما يشمل قضية الهجرة”، لافتا الانتباه إلى “الخطوات الجريئة للمملكة فيما يخص تسوية أوضاع المهاجرين غير النظاميين”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن “المغرب دعا، في وقت سابق، إلى معالجة أزمة الهجرة بشكل شمولي، سواء بدول الاستقبال للحد من ظواهر إغراق السواحل الأوروبية، أو بدول المصدر؛ وتخص أساسا دعم دول الجنوب في مجالات التنمية المستدامة والصحة والتعليم”.
وأضاف “يعد تأسيس المرصد الإفريقي للهجرة مظهرا من المظاهر الكثيرة لسعي المملكة المغربية للمساهمة كونيا في حلحلة معضلة الهجرة غير النظامية، سواء على مستوى تقديم أجوبة مرتبطة بمراكز البحث والتفكير الأكاديمي الرصين أو على مستوى الممارسات الفضلى في مجال الهجرة المتخذة من طرف المملكة”.