الوكالة الوطنية للمياه والغابات توضح أسباب قطع الأشجار داخل محمية سيدي بوغابة

بعد نشرنا لمقطع فيديو يوثّق عملية قطع عدد من الأشجار داخل محمية سيدي بوغابة بإقليم القنيطرة، اندلعت موجة واسعة من التساؤلات والجدل بين سكان المدينة ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبّر عدد منهم عن قلقهم من التأثير البيئي المحتمل لهذه الأشغال على واحدة من أهم المحميات الطبيعية بالمغرب.

وفي تفاعل رسمي مع الموضوع، أوضح بلال اليعقوبي، المهندس الغابوي التابع لـ الوكالة الوطنية للمياه والغابات، في تصريح خاص لـ العالم 24، أن العملية لا تمتّ بصلة لأي نشاط غير قانوني، مؤكداً أنها تندرج في إطار أشغال الصيانة الإيكولوجية الدورية التي تشهدها المحمية بانتظام.

وأضاف بلال، أن هذه العملية “تهدف أساسًا إلى ضمان سلامة الزوار ومستعملي الطريق المحاذي للمحمية، خصوصًا بعد تسجيل سقوط إحدى الأشجار العملاقة في وقت سابق”، مشددًا على أن طريقة القطع تتم بشكل علمي ومدروس، إذ يقتصر التدخل على إزالة الجزء العلوي من الشجرة دون اقتلاع الجذور، مما يسمح لها بإعادة إنتاج أوراقها وأغصانها في فترة زمنية قصيرة.

وأشار المصدر ذاته، إلى أن مثل هذه العمليات لا تُحدث أي اختلال في التوازن البيئي، بل تساهم في الحفاظ على الأشجار وتجديدها، وذكّر بأن آخر تدخل مماثل جرى سنة 2015، مضيفًا: “كما لاحظ الجميع، الأشجار بقيت في أماكنها وتجددت بطريقة طبيعية لتعود إلى حالتها الصحية الجيدة”.

وأوضح المهندس، أن الأشجار التي شملتها العملية ليست من الأنواع الأصلية للمحمية مثل العرعار الأحمر أو الزيتون البري أو الرّطْم، بل هي أنواع مستنبتة أُدخلت إلى المنطقة خلال فترة الاستعمار، واستُعملت لاحقًا لأغراض تزيينية وتنظيمية داخل فضاء التنزه. إلا أن هذه الأنواع “غالبًا ما تكون ذات علوّ كبير يتجاوز 40 إلى 50 مترًا، ومع مرور السنوات تتعرض جذوعها للتآكل، مما يجعلها عرضة للسقوط وتشكل خطرًا على الزوار والمركبات”.

وأضاف المتحدث، أن مثل هذه الأشغال تُجرى أيضًا داخل المدن، حيث تقوم الجماعات الحضرية بعمليات تقليم للأشجار كلما كانت تحجب الإنارة أو تشكل خطرًا على حركة المرور، وهو ما يُعد ممارسة بيئية معتادة ومعمولًا بها في جميع أنحاء العالم.

وختم المهندس الغابوي تصريحه، بالتأكيد على أن العملية تحترم المعايير القانونية والبيئية، وتندرج ضمن الجهود الرامية إلى الحفاظ على توازن النظام الإيكولوجي لمحمية سيدي بوغابة، وضمان سلامة مرتاديها.

 

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...