موجة حر غير مسبوقة تؤثر على إنتاج الأفوكادو في المغرب

تأثرت زراعة الأفوكادو في المغرب خلال الفترة الأخيرة بموجة حرارة استثنائية اجتاحت مناطق الإنتاج، ما أدى إلى اضطرابات ملحوظة في القطاع وأثار مخاوف متزايدة بشأن مردودية الموسم الحالي، وتأثير ذلك على وفرة المنتوج وأسعاره على المستويين المحلي والدولي.

ورغم التحديات المناخية، يظل الفاعلون في المجال الزراعي متفائلين بإمكانية تجاوز التأثيرات السلبية، مستندين إلى توسع رقعة الأراضي المزروعة بالأفوكادو، وتعدد الجهات المنتجة التي دخلت مرحلة العطاء الفعلي.

وتفيد معطيات الجمعية المغربية لمنتجي الأفوكادو بأن درجات الحرارة المرتفعة، خاصة خلال شهر يونيو، تسببت في تضرر كبير بالمحاصيل، وسط تقديرات بخسارة قد تصل إلى حوالي 50% من الإنتاج المتوقع، ما يُقارب 80 ألف طن.

في المقابل، أكد عبد الله اليملاحي، رئيس جمعية مصدّري الأفوكادو، أن الوضع لا يدعو إلى القلق على المستوى الوطني، معتبرًا أن التوسع الكبير الذي شهده هذا القطاع خلال السنوات الأخيرة يُمكن أن يخفف من وقع الخسائر. كما أشار إلى أن تأثيرات الحرارة لم تكن موحدة في جميع مناطق الإنتاج، بل اختلفت باختلاف الظروف المحلية وطبيعة المزارع.

وأضاف اليملاحي أن المعروض من الأفوكادو، رغم كل شيء، من المرجح أن يبقى قريبًا من مستويات الموسم السابق، ما سيضمن استمرارية تزويد الأسواق بمنتج مستقر كماً وجودة.

من جانب آخر، لجأ بعض المنتجين إلى تأخير موعد الجني، في خطوة تهدف إلى الاستفادة من ارتفاع الأسعار المعتاد خلال بداية الموسم، وخاصة في شهر نوفمبر. وبيّن اليملاحي أن المنتجين القادرين ماليًا على تحمّل كلفة التأخير سيتجهون نحو هذه الاستراتيجية، بينما سيسعى صغار الفلاحين إلى تسويق محاصيلهم في أقرب وقت ممكن لتحقيق عائد سريع.

وأكد رئيس الجمعية أن تنوع مستويات الإنتاج بين الفلاحين الكبار والصغار سيسهم في الحفاظ على استقرار تدفق المنتج نحو الأسواق، وتفادي أي اضطرابات في التوزيع أو العرض.

وفي سياق التطورات المناخية الأخيرة، برزت تساؤلات بين مستوردي الأفوكادو المغربي حول تأثير ذلك على الأسعار العالمية. وفي هذا الصدد، أشار اليملاحي إلى أن تراجع الكميات قد يؤدي بالفعل إلى ارتفاع في الأسعار، لكنه استبعد تسجيل قفزات غير منطقية، موضحًا أن السوق يخضع في نهاية المطاف لمنطق العرض والطلب.

كما أضاف أن بداية الموسم عادة ما تعرف ارتفاعًا في الأسعار، قبل أن تتراجع تدريجيًا مع دخول مزيد من المنتجين الدوليين إلى السوق، ما يخلق منافسة طبيعية توازن الأسعار، وتُتيح للمنتجين المحليين، وخصوصًا الصغار، تحقيق أرباح جيدة في المراحل الأولى من الموسم.

 

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...