مدينة تطوان الجديدة .. 1860 – 1956 ” مؤلف يسلط الضوء على الإرث المعماري للحمامة البيضاء في المرحلة الكولونيالية
ضمن البرمجة الخاصة لمجلس الجالية المغربية بالخارج في الدورة 30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، احتضن رواق المجلس صبيحة يوم الأحد 27 أبريل 2025 لقاء تم خلاله تقديم الترجمة الفرنسية لكتاب “مدينة تطوان الجديدة: 1860 – 1956” للباحث مصطفى أقلعي ناصر، وذلك بحضور نوعي للعديد من الفعاليات الثقافية والإعلامية.
تميز هذا اللقاء بالحوار الذي تولى إدارته محمد المطالسي، والذي أعد استهلال كتاب “مدينة تطوان الجديدة: 1860 – 1956″، حيث تناول بالخصوص الدواعي الكامنة وراء تأليف هذا الكتاب، التي وصفها صاحبه مصطفى أقلعي ناصر بـ”المغامرة”.
وأوضح أن إقدامه على إنجاز هذا الكتاب، الذي ترجم من الإسبانية إلى الفرنسية من قبل الدكتور رشيد برهون، يندرج في إطار مساهمته في تسليط الضوء على الإرث المعماري والهندسي لمدينة تطوان، وإعادة الاعتبار لهذا التراث وتثمينه. كما تناول أهمية التعريف بمميزاته وخصائصه الجمالية والوظيفية، وأبعاده على المستوى الثقافي والمعماري خلال الفترة الممتدة ما بين 1860 و1956.
وفي إطار المحافظة على هذا التراث المعماري والحضاري، اقترح الباحث مصطفى أقلعي ناصر إحداث إطار على شكل مؤسسة تتولى مهام صيانة هذا التراث الثقافي الهام، والحيلولة دون تعرضه للإهمال أو الهدم. وفي استهلال هذا المؤلف، كتب الدكتور محمد المطالسي أنه خلال 43 سنة من الحماية الإسبانية بشمال المغرب، كانت هذه المنطقة أرض استقبال تأسر الخيال على المستوى المعماري الحضري، موضحًا أن الهندسة المعمارية في هذه المنطقة الشمالية للمملكة تتأرجح بين الحداثة والتقليد، متأثرة بعالمين مختلفين.
أما مصطفى أقلعي ناصر فقد كتب في مقدمة مؤلفه أن الطابع الاستشراقي الإسباني يتضح من خلال رحلة الإسباني غودي إلى كل من طنجة وتطوان، ما أدى إلى إبداعات معمارية فريدة برهنت عن غنى المعمار في تلك الفترة. كما تطرَّق إلى فنون الزخرفة ذات الطابع العصري، مشيرًا إلى بعض النماذج البارزة التي تجسد ألوانًا وأشكالًا مهندسين معماريين إسبان، والتي لا تزال تزخر بها مواقع بمدينة الحمامة البيضاء.
وأشار إلى أن التحول الحضري لتطوان خلال الفترة الاستعمارية بين 1912 و1956 تميز ببداية قصة خلابة، إلا أنه بعد وضع اليد على تطوان خلال سنتين (1860-1862)، تلاها التنظيم العسكري للمدينة، مما شكل حقيقة تزاوجًا بين التنظيم والفوضى.
ومن جهة أخرى، لاحظ صاحب الكتاب أن أسلوب البناء المعماري للمدينة الجديدة لتطوان متنوع، مما جعلها نظير لوحة فنية تجريدية، تمزج بين مختلف الحضارات، مقترحًا رحلة جذابة تأخذ القارئ إلى مختلف مراحل التطور الحضاري والعمراني لتطوان نتيجة التأثير الإسباني، مما أدى إلى تعمير ذا طابع عسكري.
تجدر الإشارة إلى أن الكتاب يقع في 161 صفحة من الحجم المتوسط، وصدر بدعم من مجلس الجالية المغربية بالخارج.