بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، وفي إطار توطيد علاقات التعاون العسكري وتبادل الخبرات مع الدول الإفريقية الشقيقة، احتضنت الكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا بالقنيطرة، يوم الإثنين 22 أبريل 2025، فعاليات النسخة الثانية من منتدى مديري الكليات الحربية الإفريقية.
الملتقى شهد حضور وفود رفيعة المستوى تضم ضباطًا كبارًا يمثلون 13 دولة إفريقية، هي السنغال، مالي، ساحل العاج، الكاميرون، نيجيريا، موريتانيا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، مالاوي، كينيا، غانا، إثيوبيا، أنغولا وزامبيا. وقد شكّل هذا المنتدى محطة استراتيجية لتبادل التجارب والرؤى حول سبل تطوير التكوين العسكري ومواكبة التحديات الأمنية المتصاعدة في القارة.
أشغال هذا اللقاء تمحورت حول موضوع الذكاء الاصطناعي في مجال الدفاع، باعتباره أحد الركائز المستقبلية لتطوير القدرات العملياتية للقوات المسلحة، ولما يوفره من إمكانيات هائلة لتحسين فعالية الأسلحة والتخطيط الميداني واتخاذ القرار. وقد تم تقديم عروض علمية متخصصة من طرف خبراء وأكاديميين مغاربة وأجانب، تطرقت إلى مختلف التطبيقات الممكنة للذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، من تحليل البيانات والتوقعات التكتيكية إلى دعم القيادة والسيطرة في ميدان المعركة.
كما ناقش المشاركون سبل تعزيز أمن الشبكات العسكرية وحماية البيانات الاستراتيجية من خلال الابتكار في مجال الدفاع السيبراني، مؤكدين على أهمية تحديث مناهج التكوين الحربي بما يتماشى مع التحولات التكنولوجية المتسارعة، واعتماد برامج للتبادل الأكاديمي والبحث المشترك بين الكليات الحربية الإفريقية.
وقد عبّر ممثلو الدول المشاركة عن تقديرهم العميق لجهود المملكة المغربية، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، في تقوية التعاون العسكري جنوب–جنوب، مشيدين بالدور المحوري الذي تضطلع به الكلية الملكية بالقنيطرة في تكوين الأطر العليا ودعم التكامل الإفريقي في المجال الدفاعي.
وفي ختام المنتدى، تم الخروج بعدة توصيات تروم تعزيز إدماج الذكاء الاصطناعي في التكوين العسكري، وتطوير آليات التعاون بين الدول الإفريقية في مجال الابتكار الدفاعي، وخلق فضاءات منتظمة للتشاور والتكوين المشترك لمواجهة التحديات المستقبلية التي تفرضها طبيعة الصراعات المعاصرة.