معرفة التوقيت المناسب للحمل لا يكون دائمًا بهذه البساطة، خاصة في ظل اختلاف دورات الإباضة من امرأة إلى أخرى، بل وحتى من شهر لآخر لدى المرأة نفسها. فعلى الرغم من أن الإباضة غالبًا ما تحدث في منتصف الدورة الشهرية، فإن عوامل كثيرة قد تؤثر على هذا التوقيت وتجعل التنبؤ به أمرًا صعبًا.
بعض النساء لديهن دورات قصيرة طبيعية، وبعضهن يعانين من اضطرابات هرمونية تؤثر على انتظام التبويض، مما يفتح الباب لاحتمال حدوث الحمل في أوقات غير متوقعة، سواء قبل الدورة أو خلالها أو بعدها مباشرة، وإن كان ذلك غير شائع.
يظل التوقيت عنصرًا حاسمًا في فرص الحمل، إذ تمتد فترة الخصوبة إلى نحو ستة أيام، تشمل الأيام الخمسة التي تسبق التبويض ويوم التبويض نفسه.
وخلال هذه الفترة تكون البويضة قابلة للإخصاب، ويمكن للحيوانات المنوية أن تبقى نشطة داخل الجسم لعدة أيام، ما يزيد من فرص التقاء البويضة بالحيوان المنوي إذا صادف التوقيت المناسب. غير أن أي خلل بسيط في نمط الحياة، مثل التوتر أو قلة النوم أو تغير الوزن، قد يؤدي إلى تأخر الإباضة، مما يجعل التنبؤ بالفترة الخصبة أكثر تعقيدًا.
في حالات أخرى، كالإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، يصبح تحديد وقت الإباضة تحديًا حقيقيًا، وهو ما يدفع كثيرًا من النساء إلى الاعتماد على وسائل مساعدة، مثل مجموعات اختبار الإباضة أو قياس درجة حرارة الجسم الأساسية. وعلى الرغم من أن هذه الوسائل قد توفر مؤشرات تقريبية، فإنها لا تمنح ضمانًا مطلقًا، لا للراغبات في الحمل ولا لمن يسعين لتجنبه.
الحمل بعد انتهاء الدورة الشهرية مباشرة يبدو غير مرجح، لكنه ليس مستحيلاً. فإذا كانت الدورة قصيرة والتبويض يحدث مبكرًا، فإن ممارسة العلاقة الزوجية من دون وقاية قد يؤدي إلى حمل غير متوقع.
لذلك من المهم أن تدرك كل امرأة أن جسمها يتغير باستمرار، وأن “الفترة الآمنة” ليست ثابتة كما يعتقد البعض. وإذا كانت هناك رغبة جادة في الحمل، فإن تتبع مؤشرات التبويض باستخدام التطبيقات أو أدوات التحليل قد يساعد، لكن الأفضل دائمًا استشارة طبيب مختص عند وجود اضطرابات في الدورة أو صعوبة في التنبؤ بالإباضة.