شهد دوار بني عياط التابع لإقليم أزيلال، صباح اليوم الأحد، حدثاً مأساوياً تمثل في سيول جارفة اجتاحت المنطقة على إثر تساقطات مطرية كثيفة وغير مسبوقة، حيث حولت الأمطار الغزيرة التي تساقطت في وقت وجيز الطرق والأزقة إلى مجارٍ مائية عارمة اجتثت كل ما اعترض طريقها، مخلفة وراءها مشهداً من الفوضى والخسائر المادية الثقيلة.
السكان المحليون استيقظوا على وقع أصوات المياه المتدفقة وهي تقتحم منازلهم دون سابق إنذار، لتُتلف الأثاث والأفرشة وتغمر الأغراض الشخصية، وتحوّل بعض البيوت إلى أماكن غير صالحة للسكن. وفي مشهد أكثر مأساوية، تم تسجيل جرف سيارة وعدد من رؤوس الماشية التي لم يتمكن أصحابها من إنقاذها بفعل قوة السيول وسرعتها، وهو ما عمّق من حجم الأضرار التي لحقت بالأهالي.
الوضع الميداني عرف حالة استنفار قصوى فور توصل السلطات بالخبر، إذ انتقلت فرق الوقاية المدنية إلى عين المكان وشرعت في مباشرة عمليات الإنقاذ والمساعدة، وسط صعوبات كبيرة فرضتها البنية التحتية الهشة ومحدودية المسالك داخل الدوار.
في غضون ذلك، أطلقت الساكنة نداءات عاجلة للسلطات المحلية والإقليمية من أجل التدخل السريع والفوري للوقوف على حجم الكارثة ومواكبة المتضررين، خاصة أن العديد من العائلات فقدت ممتلكاتها بالكامل وتعيش تحت صدمة المفاجأة.
هذا الحدث أعاد إلى الواجهة الهشاشة التي تعاني منها عدد من المناطق الجبلية في وجه التقلبات المناخية، وسط دعوات لتعزيز التدخلات الاستباقية، وتحسين البنية التحتية، ووضع خطط طوارئ أكثر فعالية لمواجهة مثل هذه الكوارث الطبيعية التي باتت تتكرر بوتيرة مقلقة في السنوات الأخيرة.