في ظل السعي العالمي المتواصل لرفع مستوى الوعي الصحي والاجتماعي، يحيي العالم في 11 أبريل من كل عام اليوم العالمي للتوعية بـ مرض باركنسون، المعروف أيضًا باسم الشلل الرعاش. يهدف هذا اليوم إلى تسليط الضوء على المرض، آثاره الصحية والنفسية، وأهمية دعم المصابين به من خلال العلاج، الرعاية، والمساندة المجتمعية.
مرض باركنسون: اضطراب عصبي تنكسي معقد
تعرف منظمة الصحة العالمية (WHO) مرض باركنسون بأنه اضطراب تنكسي مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي، وتحديدًا منطقة “المادة السوداء” في الدماغ. يؤدي هذا المرض إلى نقص مادة الدوبامين، وهي ناقل عصبي مهم لحركة الجسم وتنظيمها.
يؤثر المرض على الجهاز الحركي، فتظهر أعراض كـالرعشة، وبطء الحركة، وتيبس العضلات. ومع تقدم المرض، تزداد الأعراض غير الحركية مثل الاكتئاب، الخرف، واضطرابات النوم، ما يجعل من باركنسون مرضًا متعدّد الأوجه يحتاج إلى تدخل شامل ومتخصص.
حقائق وأرقام صادمة
- يصيب المرض أكثر من 10 ملايين شخص حول العالم، ومن المتوقع أن يتجاوز عدد المصابين 12 مليونًا بحلول عام 2040.
- يُعتبر باركنسون ثاني أكثر الأمراض العصبية شيوعًا بعد الزهايمر.
- يظهر المرض غالبًا في عمر متقدم، لكنه قد يصيب الأشخاص في سن مبكرة.
- يُصاب الرجال بنسبة أكبر من النساء.
- لا يتوفر العلاج الدوائي المناسب مثل ليفودوبا/كاربيدوبا في بعض الدول، مما يزيد من معاناة المرضى.
- للعوامل البيئية كالتعرض للمبيدات وتلوث الهواء دور في زيادة احتمالية الإصابة.
احتفال عالمي بالأمل
أُطلق اليوم العالمي لباركنسون عام 1997، بفضل جهود جمعية باركنسون الأوروبية وبدعم من منظمة الصحة العالمية. وقد اختير تاريخ 11 أبريل ليتزامن مع ذكرى ميلاد الطبيب البريطاني جيمس باركنسون (1755–1824)، أول من وصف المرض في مقالة علمية عام 1817.
تتعدد مظاهر الاحتفال بهذا اليوم، ومن أبرزها:
- إضاءة معالم شهيرة حول العالم باللون الأزرق ضمن حملة “أشعلوا الليل”.
- إقامة مؤتمرات، وورش عمل، وفعاليات رياضية وثقافية لتشجيع المرضى على الحياة النشطة.
- تنظيم حملات توقيع عرائض لمناهضة استخدام المبيدات الضارة.
- نشر بودكاستات وتسجيلات لأشخاص يروون قصصهم مع المرض.
- احتفالات فنية مميزة كـ “الفن والإبداع ومرض باركنسون” في سويسرا، و”أغاني باركنسون” في المملكة المتحدة.
رمز التوليب الأحمر
في عام 2005، تم اعتماد زهرة التوليب الحمراء رمزًا رسميًا للتوعية بمرض باركنسون خلال المؤتمر العالمي التاسع للمرض في لوكسمبورغ. يرمز التوليب إلى الحياة، الأمل، والجمال الذي يمكن أن يستمر رغم الألم.
رسالة اليوم العالمي
هذا اليوم ليس فقط لتسليط الضوء على المرض، بل هو أيضًا منصة لتعزيز التضامن مع المصابين به، ودعوة للعمل الجماعي من أجل:
- تحسين جودة الحياة للمصابين.
- ضمان الحصول على العلاجات في كل دول العالم.
- دعم الأبحاث نحو اكتشاف علاج نهائي.
- تقليل الوصمة الاجتماعية التي قد تواجه المرضى.
وفي الختام, ان مرض باركنسون ليس نهاية الطريق، بل هو بداية لرحلة من التحدي والأمل والإصرار. وفي يومه العالمي، تتحد الأصوات حول العالم لدعم المصابين به وتوفير مستقبل أفضل لهم. إنها مناسبة للتثقيف، للتعاطف، وللتحرك نحو مجتمع أكثر شمولًا ورحمة.