حـ..ـريق يلتـ ـهم حافلة نقل المستخدمين بالقنيطرة.. الشركة ترد وتكشف التفاصيل الحصرية لجريدة العالم24!

عندما يختلط صوت المحرك بوهج النيران، يتحول مشهدٌ اعتياديٌّ إلى سيناريو غير متوقع، حيث تصبح الثواني أثقل من الدقائق، وتتسارع دقات القلوب بينما تتصاعد ألسنة اللهب بلا رحمة. هذا ما حدث مساء الثلاثاء 11 فبراير بمدينة القنيطرة، حين اندلع حريق مفاجئ في حافلة لنقل العاملات متجهة إلى المنطقة الصناعية عامر السفلية، ففي لحظات قليلة أصبحت المركبة، التي كانت قبل دقائق وسيلة نقل، مجرد كتلة من النيران المستعرة، وسط تساؤلات حارقة حول مدى جاهزية معايير السلامة، والقدرة على التعامل مع مثل هذه الكوارث.

 

لم يكن الهلع سيد الموقف، فقد كان هناك طرفٌ آخر يفرض إيقاعه على الحدث؛ الانضباط والتصرف السريع، فالسائق الذي لاحظ انبعاث الدخان، لم يتردد في اتخاذ القرار الصحيح؛ توقف فوري، إخلاء مدروس، وتنفيذٌ دقيق لإجراءات الطوارئ المتبعة من طرف الشركة حالت دون وقوع مأساة أكبر، فرغم قسوة المشهد غادر جميع الركاب المركبة دون أن يُصاب أيٌّ منهم بأذى، فيما تحولت الحافلة إلى كتلة من النار في غضون دقائق وسط حالة من الذهول، رغم أنها كانت حديثة حيث أوضح  مسؤول بالشركة أن أول شروع في الإستخدام  كان بتاريخ  8 مارس 2022، وخضعت بانتظام للصيانة التقنية. ووفقًا له، لم تكن هناك أي علامات مسبقة على خلل ميكانيكي أو كهربائي قد يؤدي إلى مثل هذا الاشتعال المفاجئ، مما يفتح المجال أمام فرضيات أخرى قد تتعلق بعوامل خارجية غير متوقعة.

على الجانب الآخر، لم تتأخر استجابة عناصر الدرك الملكي وصلت بسرعة، ليس فقط لإجراء التدابير الأمنية، بل للقيام بدور أكثر إنسانية؛ احتواء الموقف، تهدئة النفوس، والتأكد من أن كل راكبة ستصل إلى وجهتها بسلام بعد هذه التجربة الصادمة، حيث انتظمت عملية النقل البديلة بهدوء، بعيدًا عن الفوضى المعتادة في مثل هذه الحوادث، ليجد الركاب أنفسهم ينتقلون من قلب الأزمة إلى برّ الأمان دون مزيد من القلق.

 

وفي الوقت ذاته، بذلت فرق الوقاية المدنية جهودًا جبارة للسيطرة على ألسنة اللهب ومنع امتدادها إلى المساحات العشبية القريبة من موقع الحادث، الأمر الذي كان من شأنه أن يفاقم الوضع بشكل خطير، فقد تمكنت من محاصرة الحريق وإخماده بالكامل في وقت قياسي، مما حال دون وقوع كارثة بيئية أكبر.

 

بفضل هذا النهج الاستباقي، تحول هذا الحادث من اختبار للأزمة إلى شهادة على قدرة الشركة في التعامل مع الطوارئ بأسلوب يُجسد قيم الاحتراف والمسؤولية. وبينما تواصل فرق التحقيق تحليل الأسباب الدقيقة للحريق، يبقى الدرس الأكبر أن معايير الأمان ليست مجرد لوائح تُكتب في الكتيبات، بل ثقافة يجب أن تُترجم إلى أفعال. وما فعلته هذه الشركة هو مثال حي على أن الاستثمار الحقيقي في النقل لا يقتصر على جودة المركبات فحسب، بل يشمل الاستثمار في الموارد البشرية، وكذا الإرتقاء بإجراءات السلامة، وفي بناء منظومة تجعل الركاب يشعرون بأنهم في أيدٍ أمينة مهما كانت الظروف.

 

 

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...