القنيطرة تستعد لرمضان بصرامة مع أسواق تحت الرقابة وتموين مضمون

القنيطرة تستعد لاستقبال شهر رمضان في أجواء من التعبئة الشاملة لضمان استقرار الأسواق وتأمين التموين اللازم للمواد الأساسية، وسط تدابير صارمة تهدف إلى ضبط الأسعار وتعزيز جودة المنتجات المعروضة. في اجتماع موسع ترأسه عامل الإقليم، جرى التأكيد على أهمية التنسيق بين مختلف الفاعلين، من سلطات محلية وأمنية إلى ممثلي المجالس المنتخبة والغرفة الجهوية للتجارة والصناعة والخدمات، بالإضافة إلى جمعيات حماية المستهلك، في خطوة تعكس وعياً متزايداً بضرورة العمل المشترك لتفادي أي اختلالات قد تؤثر على السوق خلال هذا الشهر الفضيل.

 

لم يكن الاجتماع مجرد لقاء بروتوكولي، بل محطة لرسم ملامح خطة متكاملة تضمن وفرة المواد الأساسية بجودة عالية، وتحول دون استغلال ظرفية الشهر لرفع الأسعار أو التلاعب بجودة السلع. في هذا السياق، تم الاتفاق على مجموعة من التدابير الحازمة، أبرزها إطلاق حملات توعوية تستهدف التجار والباعة المتجولين لإرشادهم واطلاعهم على القوانين المنظمة للسوق، والتأكيد على احترام المنافسة العادلة، وضمان شروط الصحة والسلامة في عرض المنتجات الغذائية، بالإضافة إلى تكثيف الرقابة من خلال لجان محلية وإقليمية ستشرف على مختلف نقاط البيع، من الأسواق والمخابز إلى محلات الجزارة والمتاجر الكبرى، لضبط أي تجاوزات قبل أن تتحول إلى أزمة تموينية.

 

الاستعدادات لم تقتصر على مراقبة الأسواق، بل شملت وضع آليات للتدخل الفوري عند رصد أي نقص في المواد الأساسية، حيث تم الاتفاق على تشكيل فرق ميدانية تعمل على مدار الساعة، مهمتها رصد وضعية الأسواق، وضمان التدخل السريع في حالة تسجيل أي اختلال، مع اعتماد نهج استباقي يرتكز على تعزيز رقابة الجودة، والتأكد من احترام القوانين المنظمة للعرض والطلب، واتخاذ إجراءات صارمة ضد المخالفين، خاصة فيما يتعلق بالممارسات الاحتكارية التي قد تؤدي إلى ارتفاع غير مبرر للأسعار.

 

في خطوة تعكس وعياً بأهمية إشراك المواطنين في عملية الرقابة، تم الإعلان عن تخصيص أرقام هاتفية لاستقبال شكاوى المستهلكين بخصوص أي تجاوزات تتعلق بتموين الأسواق أو جودة المنتجات أو ارتفاع الأسعار، مما يمنح المواطن دوراً فاعلاً في التصدي لأي محاولة للإضرار بالمصلحة العامة، وموازاة مع ذلك شدد عامل الإقليم على أهمية التضامن الاجتماعي خلال هذا الشهر، مؤكداً على ضرورة تكثيف الجهود لضمان توفير المساعدات للأسر المحتاجة، خاصة من خلال عملية “رمضان 1446” التي تشرف عليها مؤسسة محمد الخامس للتضامن، والتي تهدف إلى تخفيف الأعباء المعيشية عن الفئات الهشة عبر توزيع مواد غذائية أساسية.

 

التدابير المتخذة تؤكد أن القنيطرة تستعد لشهر رمضان بأسلوب غير مسبوق، يجمع بين تشديد الرقابة على الأسواق وضمان التدخل السريع عند الضرورة، مع الحرص على تعزيز قيم التكافل والتضامن التي تميز هذا الشهر، ومع اقتراب حلول رمضان يبقى الرهان معلقاً على مدى التزام جميع الأطراف بهذه الخطة، ومدى فاعليتها في توفير أجواء رمضانية هادئة وخالية من الاضطرابات التي قد تعكر صفو الشهر الكريم.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...