مشاريع عملاقة تغير وجه العاصمة الاقتصادية للمغرب

تعيش مدينة الدار البيضاء، القلب النابض للاقتصاد المغربي، ديناميكية استثنائية تعكس رؤيتها الطموحة للارتقاء إلى مصاف المدن الأكثر تطورًا في القارة الإفريقية والعالم.

هذه المدينة، التي تحتضن أمواجًا متلاطمة من المشاريع الهيكلية الطموحة، لا تسعى فقط لتعزيز بنيتها التحتية، بل لتأسيس معايير جديدة في التنمية المستدامة، استعدادًا لتحولات كبرى تضعها تحت أضواء العالم.

في مشهد يزخر بالحيوية، يشهد كورنيش عين السبع عملية تهيئة دقيقة تتماشى مع روح المدينة المتجددة، المشروع الذي شارف على الاكتمال، يمتد على طول 3.5 كيلومترات، ليكون متنفسًا بيئيًا وسياحيًا مميزًا بتكلفة بلغت 70 مليون درهم،هذا الكورنيش سيكون جزءًا من صورة عصرية تعكس هوية المدينة المستدامة.

وفيما يتعلق بالبنية التحتية، يظهر مشروع تمديد خط القطار السريع بين القنيطرة ومراكش كأيقونة لربط المدن الكبرى، حيث تم تخصيص أكثر من 309 كيلومترات لبناء السكة الحديدية بتقنيات حديثة تُدار عبر شراكة بين شركات محلية ودولية،  أما مشروع القطار الجهوي السريع “RER”، فهو خطوة أخرى نحو تسهيل التنقل وتعزيز الروابط بين أحياء المدينة وضواحيها.

بينما تستعد الدار البيضاء لاستقبال كأس العالم 2030، يبرز ملعب الحسن الثاني كواحد من أهم المشاريع الرياضية، هذه المعلمة الرياضية التي ستستوعب أكثر من 80 ألف متفرج، ستكون جاهزة خلال السنوات الأربع القادمة بتكلفة تناهز 5 مليارات درهم، مما يجعلها رمزًا للتحدي والاستعداد لاستقبال العالم.

لكن التنمية ليست فقط في الملاعب، بل تمتد إلى الشوارع والمناطق السكنية، الطريق الإقليمية رقم 39، على سبيل المثال، تشهد عمليات توسعة تهدف لتخفيف الازدحام، بينما تتسابق السلطات لترميم أزقة الأحياء وتحسين جودة الحياة اليومية للسكان.

ولا يمكن تجاهل مشروع محطة تحلية مياه البحر الأكبر في إفريقيا، والتي ستساهم في توفير المياه لما يزيد عن خمسة ملايين نسمة، بتكلفة تصل إلى 6.5 مليار درهم، مما يجعلها نقلة نوعية نحو تأمين الموارد الحيوية.

وفي قلب المدينة، يُنتظر أن يشكل مشروع “برج شفت تاور” تحفة معمارية جديدة بارتفاع 35 طابقًا، ليصبح معلمًا يزين الأفق ويجذب الاستثمارات، إلى جانبه، يُنتظر أن يُحدث مشروع “المحج الملكي” تغييرًا جذريًا في المدينة القديمة، ليعيد إليها ألقها التاريخي برؤية حديثة.

ومشاريع أخرى مثل قصر المؤتمرات، منصة تسويق المنتجات الغذائية، ووحدة فرز وتثمين النفايات، تعكس التزام المدينة بتقديم حلول متكاملة تجمع بين التطور الاقتصادي والاستدامة البيئية.

الدار البيضاء ليست مجرد مدينة، بل حكاية متجددة من العمل والإبداع، هذه الديناميكية تعكس إرادة وطنية قوية لبناء مستقبل يليق بمكانة المغرب على الساحة الدولية، ومع اقتراب 2030، يبدو أن هذه العاصمة الاقتصادية على أتم الاستعداد لتكون وجهة العالم ومحور اهتمامه.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...