مع أن الأرقام الوطنية تظهر اتجاها عاما إيجابيا للسياحة المغربية، وانتعاشا لمختلف قطاعات ومؤشرات النشاط، إلا أن جهات المملكة الـ12 لا تستفيد جميعا من الانتعاش المذكور بنفس القدر. إذ تربعت جهة مراكش-آسفي، كما كان متوقعا، على عرش النمو السياحي الجهوي، بينما تكابد جهات أخرى لإيجاد محلها من إعراب الانتعاش السياحي.
وكشفت وثيقة صادرة عن وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني عن تطور أهم المؤشرات السياحية حسب الجهات، بحيث تصدرت جهة مراكش-آسفي نظيراتها في هذا الصدد، بتسجل 7 ملايين و571 ألفا و842 ليلة مبيت بين شهري يناير وغشت الماضيين، أي بارتفاع نسبته 8,24 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الماضية.
وأبرزت الوزارة في “لوحات القيادة الجهوية”، الصادرة عنها برسم المؤشرات السياحية إلى غاية شهر غشت الماضي، أن المدة المتوسطة للإقامة بالجهة السالفة ارتفعت خلال الفترة ذاتها بنسبة 2,17 في المئة إلى 3,20 يوما، مع معدل ملء للفنادق نسبته 66 في المئة.
ووفقا للمصدر ذاته، الذي اعتمد على المعطيات التي توفرها مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة، حلت في المرتبة الثانية جهة سوس-ماسة؛ بتسجيل 4 ملايين و404 ألف و108 ليلية مبيت، أي بزيادة نسبتها 14,43 في المئة، مع مدة متوسطة للإقامة قدرها 4,64 يوماً بزيادة نسبتها 2,65 في المئة، ومعدل ملء هو الأعلى وطنيا نسبته 68 في المئة.
وتنضاف لقائمة “الجهات المليونية”، أي التي سجلت على الأقل مليون ليلة مبيت خلال الفترة المذكورة، جهتا طنجة-تطوان-الحسيمة والدار البيضاء-سطات، اللتين سجلتا على التوالي، بين يناير وغشت، مليون و933 ألف و333 ليلة مبيت، أي بزيادة نسبتها 2,21 في المئة، مع تراجع في الأمد المتوسط للإقامة إلى 2,20 يوم ومعدل الملء إلى 43 في المئة، وحوالي مليون و802 ألف ليلة مبيت بزيادة قدرها 6,44 في المئة، بينما بلغت مدة الإقامة 2,06 يوما في المتوسط، مع معدل ملء قدره 44 في المئة.
وفي المقابل؛ سجلت 3 جهات من المملكة تراجعا في مؤشراتها السياحية، على رأسها جهة درعة-تافيلالت، التي هبط بها معدل ليالي المبيت بنسبة 4,15 في المئة إلى 258 ألف و972 ليلة مبيت، والأمد المتوسط للإقامة بنسبة 8,03 في المئة إلى 1,31 يوم، ومعدل الملء إلى 19 في المئة فقط.
كما سُجل الاتجاه ذاته على مستوى الجهة الشرقية، التي تراجعت فيها ليالي المبيت بنسبة 5,83 في المئة إلى 566 ألف و98 ليلة ومعدل ملء الفنادق إلى 29 في المئة، رغم ارتفاع أمد الإقامة المتوسط إلى 2,54 يوما.
أما جهة كلميم واد نون فلم تسجل طيلة الفترة ذاتها سوى 40 ألفا و468 ليلة مبيت بانخفاض كبير نسبته 15,89 في المئة. ورغم ارتفاع أمد الإقامة المتوسط بنسبة 20,23 في المئة فهو لم يتجاوز 1,70 يوما، بينما معدل ملء الفنادق 22 في المئة.