دور الإعلام في مكافحة السيدا.. نحو تغطية مهنية تساهم في التوعية وتقليل الوصمة

نظم المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بالتعاون مع جمعية مكافحة السيدا، ندوة وطنية اليوم الخميس في العاصمة الرباط، وتأتي هذه الندوة في إطار الجهود الوطنية لمحاربة داء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا)، وتستهدف الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالإضافة إلى عموم المواطنين. وتمحور اللقاء حول دور الإعلام في تقديم تغطية فعالة لهذا المرض الذي لا يزال يعاني من الوصمة الاجتماعية والمعلومات المغلوطة.

حيث ركزت الندوة على كيفية تقديم المعلومة المتعلقة بالوقاية من السيدا، إذ أن الإعلام هو الوسيلة الأساسية التي يعتمد عليها الجمهور في الحصول على الأخبار المتعلقة بالصحة. وتكمن الخطورة في أن تقديم معلومات خاطئة أو مبالغ فيها قد يؤدي إلى نتائج عكسية، ما يعرقل الجهود المبذولة في مكافحة المرض. وهنا تبرز أهمية الصحافة في تبني مقاربة مهنية دقيقة وحذرة في معالجة هذا الموضوع.

وفقًا لتقديرات وزارة الصحة المغربية، يبلغ عدد المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة حوالي 20 ألف إلى 21 ألف شخص، حيث يعرف معظمهم بإصابتهم ويتلقون العلاج اللازم. ومع ذلك، لا يزال هناك نحو 20% من المصابين لا يدركون أنهم يحملون الفيروس، مما يجعلهم عرضة لنقله للآخرين دون علم. لذا يجب أن تتركز الجهود على توعية هؤلاء الأفراد وتشجيعهم على إجراء الفحوصات اللازمة.

في هذا السياق، تأتي أهمية التغطية الإعلامية الرصينة التي تتطرق إلى قضية السيدا، ليس فقط من ناحية الوقاية، بل أيضًا من ناحية معالجة المرض بموضوعية وشفافية. يجب أن يكون الإعلام أداة لتفكيك الأفكار المغلوطة المرتبطة بهذا المرض، مثل الوصمة الاجتماعية والخوف الذي يصاحبه في المجتمعات. وهو ما ظهر جليًا خلال أزمة كوفيد-19، حيث لعب الإعلام دورًا حاسمًا في تقديم المعلومات الصحيحة للمجتمع، مما ساهم في تخفيف الخوف والهلع.

وأكد المشاركون في الندوة على ضرورة تحسين التغطية الإعلامية المتعلقة بالصحة بشكل عام، وقضية السيدا بشكل خاص، من خلال تعزيز دقة المعلومات المقدمة. ومن هنا تأتي أهمية تنظيم ورش تدريبية للصحفيين بالتعاون مع الجمعيات المتخصصة، بهدف تطوير مهاراتهم في نقل الأخبار الصحية.

منذ عام 2007، كانت هناك جهود متواصلة لتغيير صورة السيدا في المجتمع المغربي. فبفضل التوعية الإعلامية المستمرة، تحول الخوف من المرض إلى مقاربة أكثر نضجًا، حيث أصبح التعامل مع السيدا أقرب إلى التطبيع معه كمرض مزمن، ما يسهم في تقليل الوصمة المرافقة له. ولكن هذا التحسن يتطلب المزيد من الجهود للحفاظ على وتيرته، وخاصة في ظل التقدم التكنولوجي الهائل الذي يشهده الإعلام اليوم.

في هذا الإطار، دعا المنظمون إلى توظيف الآليات والتقنيات الحديثة في تغطية قضية السيدا، مع مراعاة مفاهيم حقوق الإنسان في التعامل مع المرضى. كما تم الإعلان عن جائزة للصحفيين والصحفيات الذين يتناولون هذا الموضوع بعمق ومهنية، في إشارة إلى تشجيع الممارسات الإعلامية الجادة والمسؤولة.

كما يُعد دور الإعلام جوهريًا في تغيير المفاهيم السلبية وتقديم الحقيقة للجمهور، وهو ما يتطلب من الصحفيين تبني منهجية دقيقة ومتوازنة في تناول القضايا الصحية. فالرسائل التي ينقلها الإعلام لها تأثير مباشر على سلوكيات الناس تجاه الوقاية والعلاج من الأمراض، خاصة تلك التي ترتبط بحساسية مجتمعية مثل السيدا.

 

المصدر: Alalam24

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...