المنشد الدمشقي منصور زعيتر في حوار صحفي مع شيماء غنيم

منصور زعيتر، المتصوف بالفطرة ،شاب سوري من مواليد  1981 و صاحب خامة صوتية عز نظيرها، ولد بالرياض و لم يقض بهذه المدينة الشيء الكثير،عاد إلى بلده الأم ليعيش معية جده بدمشق و قد أخذ على هذا الأخير حب الإنشاد ،ساعدته في ذلك موهبته و مواكبة جده في صقلها.. بدأ مشواره في سن جد مبكرة..رسم خطاه و هو لا يتجاوز التاسعة من عمره لينتشر صيته سريعا بين أهل الشام إلى أن وصل صوته لبقاع المشرق و المغرب.

اشتهر بأداء قصائد صوفية بألوان مختلفة، و إيقاعات كذلك، لا ينم أداؤه المميز و الفريد على اجتهاد في انتقاء جيد ما نظم فحسب أو في الانفتاح على ألوان جديدة فقط، و إنما يشعر المتلقي فور سماعه لمواويل منصور أنه ثمة اجتهاد أعمق..اجتهاد في تبليغ ذاك الحب الملتهب  الصافي من كل الشوائب..حب الواحد القهار و نبيه المختار عليه الصلاة  و السلام .

من المغرب، لم تتردد جريدة العالم 24 في التواصل مع المنشد السوري “زعيتر” و قد كان لها معه الحوار التالي:

باب التصوف، كان اختيارا أو قدرا؟

لله الحمد و المنة أن خصنا بمدح الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم، و المدح لا ينفك عن التصوف..فمعنى التصوف عالي و مقام سامي و جليل القدر فيه.

المسألة مركبة بين قدر و اختيار، فلا أخفيك أني من جهة سليل عائلة تنتمي لمشايخ أجلاء في الشام و كان لي النصيب من النهل منهم و من جهة أخرى فإن مشيئة الرحمان التي جعلتني أن أكون مادحا قادتني للترعرع تحت أنظار الشيوخ الكمل و  الورثة المحمديين فكان أن وجدت سعادتي في الطريق و زاد عشقي لها و لو أني لا أدعي أني قد بلغت حد الكمال في هذا الباب الشريف بل أعتبر نفسي جد مقصر في التطبيق الذي يعنى به أهل السير و السلوك و التصوف .

حدثنا عن بدايتك الأولى، أول ظهور و صعوبات الطريق؟

كانت البداية في مجالس الصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم و من ثم تم تكوين فرقة الإخلاص و بدأت الاحتفالات على نطاق محلي و أعراس و موالد الأقارب إلى أن كان الانتشار بفضل الله في سائر الوطن العربي و خارجه.

اشتهرتم بأداء توليفة متنوعة من القصائد ، لكنكم تحافظون دوما على وفائكم للمواويل الشامية.ما السر وراء ذلك؟

لكل فن أصالة و جذور، و أنا فرد من هذا المجتمع الشامي الأصيل و وفائي لهذا الأصل و كل ما يتمخض عنه من تراث و تراكم يجعلني متشبت بهويتي و بهذه الأصالة و لا أنسلخ عنها مع خالص احترامي و كامل محبتي لجميع الثقافات العربية و غيرها.

تجمعكم علاقة وطيدة بجمهوركم في الوطن العربي و خارجه، هل عاقتكم ظروف الجائحة بلقائه؟

بالطبع أعاقت توافدنا إلى بلاد كثيرة، نسأل الله أن يذهب هذه الجائحة عن البلاد و العباد في أسرع وقت.

ماذا عن علاقتكم بباقي الفرق الصوفية و المنشدين؟ هل ثمة تنسيق بينكم لتقديم أعمال مشتركة؟

لنا في البلدان العربية أحبة كثر من المنشدين  و هم إخواني و أحبتي أبادلهم كل التقدير و المودة و أتمنى أن يكون تنسيق عمل مشترك بيننا و بين السادة في الطريقة البوتشيشية كوني منتمي للطريقة القادرية الشاذلية الدرقاوية الهاشمية  و هي نفس المشارب بل ولي نسبة مع السادة الرفاعية. أسأل الله أن يفيض علينا من أسرار أهل الله و أنوارهم .

هل لك أن تحدثنا عن ما جد من أعمالك؟

أعمل على إعادة تلحين و أداء كلام أهل الذوق و الكلام العرفاني القديم الذي نبع من قلوب الصادقين الصالحين.

هل من الممكن أن نراكم  قريبا في عمل فني بالمغرب ؟

أنا أحب المغرب شعبا و طرقا و قيادة و بارك الله في صحة جلالة الملك و وفقه لما فيه خير البلاد و العباد، و أتمنى زيارتها و تسهيل ذلك إن شاء الله .

كلمة أخيرة لجمهوركم أرجو منكم صالح الدعاء في ظهر الغيب ،محبكم المنشد الدمشقي منصور زعيتر

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...