المآلات الاستراتيجية للصراع العربي الإسلامي // الإسرائيلي.. تطور عوامل الضعف والأزمة التاريخية..

 

ذعبد الله مشنون
كاتب واعلامي من ايطاليا

العالم 24..تاريخ القرن الخامس عشر؛ يعيد نفسه؛ على نفس النمط كما نشاهده اليوم..! كيف ذلك؟
معروف أن اقتصاد مصر والشام؛ كان ولا يزال يقوم على تجارة المرور (transit) عبر الموانىء التي كانت تشرف عليها في ذلك العصر سلطات (الممالك)؛ والقادمة على طريق الحرير؛ مروراً ب: (رأس الرجاء الصالح)؛ الذي أصبح طالحاً؛ بعدما حولت الحروب الصليبية؛ كل الأنشطة الاقتصادية والتجارية والاجتماعية؛ إلى الموانىء والطرق الأوروبية؛ واستطاعت الوصول إلى الأمريكيتين: الشمالية والجنوبية.
وبالتالي حِرمان وتجريد الموانىء الإسلامية من الخدمات والأنشطة التجارية البيْنِيّة.

وتلك اللحظة التاريخية غيرت معالم المعادلة في القوى العالمية؛ وأصبحت لصالح المجتمعات الغربية؛ مما أدى إلى نشوء الطبقة الوسطى البورجوازية في أوروبا.
الآن؛ الصراع على أشده حول الممرات الاستراتيجية للتجارة العالمية؛ للدول العربية والإسلامية؛ من خلال ممارسة الضغط للتحكم فيها؛ أو طرح خيارات بديلة لها؛ حيث تسابق الدول الغربية هذه الأيام لسحب كل أوراق الضغط الاقتصادية والتجارية من يد الدول العربية والإسلامية؛ والبحث عن طرق تجارية بديلة تربطها؛ بالصين وأوروبا وأمريكا ودول آسيا؛ دون الحاجة إلى المرور عبر الممرات والقنوات التقليدية؛ سعياً في زيادة عزلتها؛ ومنها:
* قناة السويس المصرية.
* مضيق ممر جبل طارق.

فهذه الممرات ستشكل في المستقبل؛ نفس وضعية رأس الرجاء الصالح في مرحلة ما؛ نظرًا لازدحام العبور وإمكانية التأثير على السوق التجارية والمالية والخدمات العالمية؛ وفي العلاقات الدولية.
والخلاصة: الإحتلال دائمًا إلى زوال؛ مهما طال الزمن..! فمن كان يظن؛ أو حتى يحلم؛ أن استعمار الجزائر طيلة 132 سنة؛ سيزول يوماً!؟

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...