على الرغم من تراجع عددها، وانحسار تقديمها هذا العام انطلاقا من مصر فقط؛ فإن البرامج الحوارية التلفزيونية الرمضانية لا تزال محط أنظار العديد من الفنانين الذين يرون فيها مصدرا لكسب مال إضافي بلا جهد كبير، سوى نشر غسيلهم الفني على الملأ وأمام الناس كافة، ودون اعتبار لحفظ كرامتهم وحضورهم أمام الجمهور.
ووسط غياب البرامج اللبنانية والخليجية المشابهة لظروف فيروس كورونا، وما لحقها من تأثيرات مادية على المخصصات المالية للقنوات الفضائية؛ تقدم المخرجة إيناس الدغيدي للعام الثالث على التوالي برنامج “شيخ الحارة والجرئية”، بعد أن كانت تقدمه الإعلامية بسمة وهبة التي ابتعدت عنه عقب منع البرنامج إثر أزمة أثيرت في إحدى الحلقات قبل عامين، وبعد ذلك عادت وهبة في رمضان الحالي، لمنافسة برنامجها السابق؛ لكن من خلال برنامج “العرافة”.
من الحب إلى الضرب
المثير في البرنامجين اعتمادهما على الفضائح واختيار ضيوف لهم مشاكلهم الواضحة في الساحة الفنية؛ هكذا علق الكاتب الصحفي غيث التل على فكرة هذه البرامج، ويضيف “لا أدرك الرابط العجيب بين شهر رمضان وتقديم برامج حوارية هدفها الرئيس قائم على فضيحة الضيف، والتطرق إلى مواضيع حساسة وذات خصوصية، والبحث عن تصدر “الترند”، وجر الطرف الآخر -الذي له مشكلة عالقة مع الضيف- إلى البرنامج لاستضافته، ونشر بقية الحكاية على الجمهور المتعطش أصلا لكواليس المشاهير، وهو ما حدث في برنامج “شيخ الحارة والجرئية” الذي استضافت فيه إيناس الدغيدي، المذيعة المصرية مي حلمي وطليقها المطرب محمد رشاد، والجميع تابع فصول حكايتهما من الحب إلى الضرب.
وتتفق الناقدة الفنية سوسن مكحل مع ما ذهب إليه التل، وتضيف “تهدف مثل هذه البرامج إلى خلق حالة من الجدل الإعلامي، واستثمار منصات التواصل الاجتماعي في “صب الزيت على النار” وتحريض جمهور كل ضيف على التراشق الإعلامي ونصرة فنانه ظالما أو مظلوما، والمستفيد الأكبر هو البرنامج ذاته الذي سيلفت الانتباه إليه أكثر”.
وترى مكحل أن الجمهور مل سماع أحاديث الفنانين وهم يكررون ذات الكلام عن شهرتهم وطرق نجاحهم وإظهار الجانب الملائكي من شخصياتهم، وصاروا أكثر ميلا لسماع القصص المخفية وغير المكشوفة من حياة المشاهير ومشاكلهم وخياناتهم.
وتضيف أنه “في ظل جائحة كورونا وما سببته من أضرار على الصعيد العملي، اضطر بعض المشاهير للموافقة على الظهور في هذه النوعية من البرامج بهدف كسب مبالغ مالية، ولأجل ذلك وافقوا على كشف الجانب المظلم من شخصياتهم، فضلا عن إغرائهم بتسليط الأضواء مجددا عليهم عبر منصات التواصل الاجتماعي”.