يستعد هواة الفلك ومراقبو السماء في أنحاء متعددة من العالم، خاصة في المنطقة العربية وآسيا، لمتابعة حدث فلكي نادر يتمثل في خسوف كلي للقمر، مساء الأحد الموافق 7 سبتمبر 2025، حيث يُتوقع أن يتحوّل القمر إلى لون أحمر قاتم يُعرف شعبيًا باسم “قمر الدم”.
وتحدث هذه الظاهرة حين تصطف الشمس والأرض والقمر في خط واحد، بحيث تقع الأرض بين القمر والشمس أثناء اكتمال البدر، ما يؤدي إلى دخول القمر في ظل الأرض تدريجيًا واحتجابه عن أشعة الشمس المباشرة.
ويُعد هذا الخسوف مرئيًا بشكل مثالي في أجزاء واسعة من آسيا، والشرق الأوسط، وشرق إفريقيا، وكذلك في مناطق من أستراليا الغربية. بينما ستُرصد مراحل أقل وضوحًا منه في بعض أنحاء أوروبا وإفريقيا.
ويعود اللون الأحمر الذي يُكسب القمر هذا المظهر الدرامي إلى ظاهرة فيزيائية تُعرف بـ”تبعثر الضوء”، حيث تنتقل أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض، مما يؤدي إلى تشتت الألوان ذات الأطوال الموجية القصيرة، مثل الأزرق، وبقاء الموجات الطويلة كالأحمر، والتي تُسقط على سطح القمر وتمنحه لونه المائل للدم.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور رايان ميليغان، المتخصص في الفيزياء الفلكية بجامعة بلفاست، أن اللون الأحمر ناتج عن “انكسار أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض، والذي يسمح فقط بمرور الضوء الأحمر باتجاه القمر”.
ولا يتطلب رصد هذه الظاهرة أي أدوات بصرية خاصة مثل تلك اللازمة لمراقبة كسوف الشمس، بل يكفي توفر طقس صافٍ ومكان مظلم بعيد عن التلوث الضوئي للحصول على أفضل تجربة مشاهدة.
ويُعد هذا الخسوف الثاني من نوعه خلال عام 2025، بعد خسوف مماثل وقع في مارس الماضي، كما يُمهّد الطريق لحدث فلكي مرتقب آخر: الكسوف الشمسي الكلي المنتظر في 12 أغسطس 2026.
مواعيد الخسوف في بعض الدول:
مصر: تبدأ مراحل الخسوف الجزئي عند الساعة 6:28 مساءً، ويبدأ الخسوف الكلي في 8:31 مساءً، ليصل ذروته في الساعة 9:12 مساءً.
الإمارات: يُرصد الخسوف بدءًا من الساعة 7:28 مساءً، ويبلغ ذروته عند 10:11 مساءً، وينتهي تمامًا في الساعة 00:55 من فجر الاثنين.
وتستغرق جميع مراحل الخسوف نحو 5 ساعات و27 دقيقة، منها ساعة و22 دقيقة للمرحلة الكلية التي يتحول فيها القمر بالكامل إلى اللون الأحمر الداكن.