أبرزت مجلة National Geographic Portugal في تقرير حديث لها مجموعة من الوجهات السياحية حول العالم التي اختارت أن تتحرر من ضوضاء السيارات، مقدمة لزوارها تجربة فريدة تجمع بين الهدوء، والحفاظ على البيئة، والانغماس الحقيقي في تفاصيل الحياة المحلية. من بين هذه المدن، حجزت المدينة العتيقة لفاس موقعًا مميزًا ضمن قائمة “المدن التي لا تدخلها السيارات”، إلى جانب مدن تاريخية شهيرة مثل فينيسيا الإيطالية، وهوي آن الفيتنامية، وتروجير في كرواتيا.
وقد أشارت المجلة إلى أن المدينة العتيقة لفاس، المُدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، تُعد من أكبر المناطق الحضرية الخالية من المركبات في العالم، حيث تمتد على مساحة شاسعة تبلغ 280 هكتارًا، وتتشابك في داخلها أزيد من 9400 زقاق ضيق، لا يمكن المرور فيها إلا مشيًا على الأقدام أو باستخدام وسائل تقليدية مثل الحمير، ما يمنح الزائر شعورًا بالعودة إلى قرون خلت.
وتُعرف فاس القديمة بأسواقها النابضة بالحياة، حيث يعرض الحرفيون منتجات تقليدية من الجلد، والتوابل، والمصابيح اليدوية، إضافة إلى العديد من المعالم المعمارية والتاريخية التي تميز المدينة، مثل باب بوجلود، ومتحف دار البطحاء، ومكتبة جامع القرويين، التي تُعد من أقدم مكتبات العالم العاملة حتى اليوم.
وفي توصياتها، دعت المجلة السياح إلى خوض تجربة إقامة فريدة من نوعها في “الرياضات”، وهي القصور المغربية التقليدية التي جرى تحويلها إلى دور ضيافة راقية، توفر جواً أصيلاً يعبق بالتاريخ والسكينة، وسط أزقة وأسواق ما تزال تحافظ على طابعها القديم ووتيرتها البطيئة رغم تطورات العصر.
وتهدف المجلة من خلال هذا التقرير إلى تسليط الضوء على أهمية اعتماد أنماط سفر مستدامة، تشجع الزوار على استكشاف أماكن تقل فيها حركة المركبات، بما يسهم في تقليص الانبعاثات، ويعزز التواصل الحقيقي مع الموروث الثقافي والإنساني للمجتمعات المحلية.