في صباح يوم السبت، الموافق لـ 7 يونيو 2025، تحوّلت ساحة المحطة بمدينة القنيطرة إلى مشهد روحاني مهيب، حيث توافدت حشود غفيرة من المصلين لأداء صلاة عيد الأضحى في أجواء ملؤها الإيمان والخشوع. وقد تميّز هذا الحدث الديني بحضور عامل إقليم القنيطرة، السيد عبد الحميد المزيد، إلى جانب عدد من الشخصيات البارزة، في لحظة جامعة تجسّد عمق الروابط التي توحّد مكونات المجتمع بمختلف أطيافه.
اختيار ساحة المحطة كفضاء لإقامة صلاة العيد لم يكن اعتباطيًا، بل جاء في إطار رؤية استباقية استجاب من خلالها عامل الإقليم لتطلعات الساكنة، التي كانت اعتادت على أداء الصلاة في فضاء رحب يسع الأعداد المتزايدة من المصلين، ويليق بعظمة المناسبة.
ومع بزوغ الفجر، بدأت جموع المصلين تتقاطر على الساحة، وسط أجواء هادئة ومهيأة، حيث علت أصوات التكبيرات التي بعثت في النفوس طمأنينة ووقارًا. الأطفال في ملابسهم الجديدة، والشيوخ في جلاليبهم البيضاء، والنساء في صفوف منتظمة، شكلوا معًا لوحة إنسانية تعبّر عن وحدة روحية واجتماعية نادرة.
ولم تقتصر أجواء العيد على الطابع التعبّدي فقط، بل امتدّت لتشمل لحظات من اللقاء والتواصل بين الأسر والأصدقاء والجيران، في جو احتفالي ينبض بالقيم الإنسانية والتقاليد المغربية الأصيلة. لقد بدا العيد في القنيطرة هذا العام أكثر من مجرد طقس ديني، بل مناسبة لترسيخ معاني التضامن والمحبة والانتماء المشترك، في مشهد يعبّر بصدق عن روح المدينة وحيويّتها.