في خطوة جديدة نحو تعزيز استقلالها في مجال الذكاء الاصطناعي، شرعت مايكروسوفت في تطوير تقنيات منخفضة التكلفة تعتمد على نماذج صغيرة الحجم وفعالة حسابيًا، مما يتيح خفض التكاليف وتقليص استهلاك الموارد.
المشروع الجديد الذي يقوده فريق مبتكر أطلق عليه اسم “جين إيه آي”، يركّز على بناء أنظمة ذكية تفاعلية قادرة على محاكاة أداء النماذج الكبرى بقدرات تشغيلية أبسط، دون الحاجة إلى بنى تحتية معقدة. ويهدف هذا التوجه إلى جعل الذكاء الاصطناعي أكثر مرونة وقابلية للتطبيق على نطاق واسع عبر منصات الشركة، في وقت يتصاعد فيه الطلب على حلول متقدمة لكن مستدامة بيئيًا واقتصاديًا.
التحول الجديد يعكس سعي مايكروسوفت لتقليص الاعتماد على الشراكات الخارجية، وعلى رأسها “أوبن إيه آي”، التي لطالما شكلت محورًا استراتيجيًا في اعتماد الشركة على نماذج لغوية ضخمة مثل “جي بي تي 4”. ويبدو أن مايكروسوفت عازمة على نقل مركز الثقل نحو تقنيات أكثر تخصصًا وقابلية للتكيّف، دون التفريط بجودة الأداء.
بالتوازي مع هذه الخطوة، دفعت مايكروسوفت حدود الواقع الافتراضي إلى الأمام من خلال دمج منصتها “ميش” داخل “تيمز”، لتمنح المستخدمين تجربة اجتماعات ثلاثية الأبعاد تدمج الحضور التفاعلي بالصوت المكاني.
وهذا التحديث يتيح للمشاركين التفاعل كما لو كانوا في مكان واحد، حتى وإن فصلتهم الجغرافيا، باستخدام نظارات الواقع الافتراضي أو من دونها. وتحاكي هذه البيئة مكاتب العمل الحقيقية من خلال القدرة على التحرك داخل الفضاء الافتراضي وعقد محادثات جانبية، وهو ما يُعيد تصور مفهوم الاجتماعات الرقمية بشكل غير مسبوق.
التحولات الأخيرة التي تقودها مايكروسوفت تضعها في موقع مميز لتقديم حلول ذكية مرنة ومتكاملة، سواء في الذكاء الاصطناعي أو في بيئات العمل الافتراضية، ما يعكس استراتيجيتها طويلة المدى لتكون طرفًا أساسيًا في رسم ملامح التقنية المستقبلية.