عادات يومية شائعة تهد..د صحتك دون أن تدري

يقوم كثير من الناس بممارسات يومية تبدو عادية وغير مؤذية، لكن الخبراء يرون أن بعض هذه العادات، رغم شيوعها، قد تؤثر سلباً على الصحة بشكل غير مباشر ودون أن يلحظها الفرد.

وفي هذا السياق، أشار الخبير الطبي باباك أشرافي في حديث لصحيفة “مترو” البريطانية إلى مجموعة من السلوكيات التي قد تسبب أضراراً صحية غير متوقعة، أبرزها الجلوس المطول أمام الشاشات، إذ يؤدي الانغماس في مشاهدة المسلسلات أو تصفح الإنترنت لفترات طويلة إلى قلة الحركة، ما يضعف الدورة الدموية ويبطئ معدل الأيض، ويُنصح في هذه الحالة بالتحرك قليلاً بين الفترات لتفادي الكسل والخمول.

كما أن تأجيل الاستيقاظ بعد رنين المنبه قد يمنح شعوراً مؤقتاً بالراحة، لكنه في الواقع يربك النوم ويزيد الإحساس بالتعب، لذلك من الأفضل النهوض فور الاستيقاظ بدلاً من تقطيع النوم بفترات قصيرة غير مجدية. ولا يقل التوتر المستمر في تأثيره عن قلة النوم، إذ يحذر أشرافي من تراكم الضغط النفسي الذي قد يؤدي إلى القلق والإرهاق، ويوصي بأخذ فترات راحة دورية أو ممارسة أنشطة تساعد على تصفية الذهن.

البقاء داخل الأماكن المغلقة لفترات طويلة من دون التعرض لأشعة الشمس قد يؤثر على الساعة البيولوجية للجسم، مما ينعكس سلباً على جودة النوم ويزيد من الشعور بالإجهاد، لذا يُستحسن الخروج يومياً ولو لدقائق معدودة للاستفادة من الضوء الطبيعي.

أما بالنسبة لممارسة الرياضة، فرغم فوائدها الكبيرة، فإن الإفراط في التمارين دون منح الجسم وقتاً كافياً للتعافي قد يؤدي إلى إصابات وإرهاق عضلي، ما يفرض الحاجة إلى التوازن بين النشاط والراحة.

اختيار الأحذية بشكل غير مدروس له أثر غير متوقع أيضاً، فارتداء أحذية غير مناسبة قد يسبب مشاكل في المفاصل والعمود الفقري، لذا يُنصح باختيار أحذية مريحة تتلاءم مع طبيعة النشاط اليومي. وبالمثل، فإن إهمال تمارين التمدد يؤدي إلى تيبس العضلات وزيادة احتمالات الإصابة، في حين أن خمس دقائق من التمدد يومياً قد تحسن من مرونة الجسم وتخفف الألم العضلي.

الإفراط في شرب القهوة يعتبر عادة شائعة لها تأثيرات غير مرغوبة، مثل اضطرابات النوم والقلق، ويشير أشرافي إلى ضرورة ضبط كمية الكافيين بما لا يتجاوز 400 ملغ يومياً وتجنب استهلاكه في ساعات متأخرة من اليوم. ولا يقل توقيت تناول الطعام أهمية عن نوعه، إذ إن الوجبات الخفيفة في أوقات متأخرة قد تعطل عملية الهضم وتؤدي إلى مشكلات مثل ارتجاع الحمض وزيادة الوزن.

كما أن أوضاع النوم غير الصحيحة قد تؤدي إلى آلام في الظهر والرقبة، ولهذا يوصي الخبراء بالنوم على الظهر أو الجانب باستخدام وسادة ومرتبة مريحة لضمان استقامة العمود الفقري. وفي النهاية، فإن الاستخدام المفرط للإنترنت، خاصة قبل النوم، يؤدي إلى اضطرابات في النوم وزيادة التوتر، ما يستدعي تقليل وقت الشاشة وأخذ فترات راحة رقمية لحماية الصحة النفسية والجسدية.