الكاتـب: رضـوان الله العطلاتـي
في كل ركن من أركان العالم، ستجد حكاية ترويها الأرواح الطموحة التي رفضت الانكسار أمام التحديات، واختارت أن تصنع من كل عثرة على الطريق سُلّمًا نحو القمة، فهذا هو جوهر الإنسان الذي لا يستسلم، الإنسان الذي يحول أحلامه إلى حقائق رغم كل ما يعترض طريقه من صعوبات.
حين تضع هدفًا نصب عينيك، يصبح العالم بأسره أشبه بلوحة تتلون وفق إرادتك، لكن الطريق نحو تحقيقه ليس مفروشًا بالزهور، بل مليء بالاختبارات التي تقيس صلابة روحك وقوة عزيمتك، فالبعض ينهار في منتصف الطريق، بينما يستمر الآخرون، مؤمنين بأن الخطوة التالية قد تكون البداية الحقيقية.
التاريخ حافل بأمثلة لأفراد رفضوا أن يظلوا أسرى للظروف، حيث استحضر قصة الكاتبة البريطانية ج.ك. رولينغ، التي كتبت الفصل الأول من سلسلة “هاري بوتر” على طاولات مقاهٍ صغيرة بعد أن رفضتها عدة دور نشر، لم يكن نجاحها وليد الصدفة، بل نتاج إصرار لا يعرف الكلل، مثلها مثل آلاف آخرين، أدركت أن الفشل ليس إلا نقطة انطلاق جديدة.
ولكن، ماذا عنك؟ هل تساءلت يومًا عما يمنعك من تحقيق أحلامك؟ ربما هو الخوف من المجهول أو الرهبة من السقوط، فالحقيقة أن كل إنسان يحمل في داخله قوة هائلة لا تنكشف إلا عندما يجد نفسه مجبرًا على مواجهة التحديات، والفرق بين أولئك الذين يحققون أحلامهم وأولئك الذين يتخلون عنها يكمن في نظرتهم إلى العقبات: هل هي عدو يجب تجنبه، أم درس يجب تعلمه؟
الإصرار لا يعني غياب الألم أو الفشل، بل هو القدرة على التحمل رغم وجودهما؛ هو تلك الشرارة الداخلية التي تقول لك، في أحلك اللحظات، “استمر، الطريق لم ينتهِ بعد.” ومن هنا تبدأ فصول الحكاية الحقيقية، حيث يصبح الإصرار طاقة تدفعك لتجاوز حدودك وتكتشف إمكانياتك.
في عالم يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم، يصبح عدم الاستسلام ضرورة وليس خيارًا، فقد يبدو العالم أحيانًا وكأنه يختبر قدرتك على الصمود، يضع أمامك عوائق تُخفي خلفها فرصًا عظيمة لا يراها إلا من يملك الإصرار الكافي للوصول إليها، فكل تحدٍ يواجهك هو دعوة للتطور، وكل حلم تصبو إليه هو دليل على أنك وُجدت لتترك أثرًا.
لذلك، تذكر دائمًا أن أعظم النجاحات تبدأ بخطوة صغيرة، وأن العثرات ليست سوى جزء من الرحلة، لذلك احمل أحلامك كنجوم تتألق في سماء طموحاتك، وواجه الصعوبات بثبات، لأنك في نهاية المطاف، ما دمت تؤمن بقدرتك على تحقيق المستحيل، فإن المستحيل سيصبح مجرد كلمة أخرى في قاموسك.