خل التفاح هو منتج شائع يتمتع بالعديد من الفوائد الصحية، لكن من الضروري أن تكون الحامل حذرة في استخدامه. فبينما قد يكون له بعض الفوائد الصحية، إلا أن له أيضًا أضرارًا محتملة قد تؤثر على الحامل والجنين.
ويعتبر تناول خل التفاح الخام خلال فترة الحمل أمرًا غير مستحب نظرًا لما يحتويه من خصائص قد تكون ضارة في ظل التغيرات التي يمر بها الجسم خلال هذه المرحلة. من أبرز هذه المخاطر فعاليته العالية التي قد تؤدي إلى تفاعلات سلبية، بالإضافة إلى احتوائه على جراثيم قد تؤثر على الجهاز المناعي الضعيف أثناء الحمل.
من الفوائد التي يُعتقد أن خل التفاح يقدمها هو تقليل معدل ارتفاع السكر في الدم، حيث يساعد في إبطاء إفراغ الطعام من المعدة.
ومع ذلك، هذا التأثير يمكن أن يكون له جانب سلبي، إذ قد يؤدي إلى حدوث اضطرابات في حركة الأعصاب في المعدة، مما يجعل الطعام يبقى لفترة طويلة داخل المعدة مما يؤدي إلى شعور بعدم الراحة وصعوبة الهضم. بعض الحوامل قد يشعرن أيضًا بالغثيان بسبب استخدام خل التفاح.
إضافة إلى ذلك، فإن خل التفاح يحتوي على حمض الخليك الذي يمكن أن يؤثر على مستويات البوتاسيوم في الجسم، وهو ما قد يؤدي إلى تقليل هذه المستويات في الدم، مما يسبب مشاكل صحية تتعلق بالعظام، إذ يمكن أن يضعف عملية تكوين العظام. كما أن الأحماض الموجودة في خل التفاح قد تضر بمينا الأسنان، مما يزيد من احتمال تعرض الأسنان للتآكل والتسوس.
الحروق هي أيضًا من الأضرار التي قد يتسبب فيها خل التفاح إذا تم تناوله بكميات كبيرة أو إذا تم وضعه مباشرة على الجلد. نظرًا لكونه مادة حمضية قوية، يمكن أن يتسبب في حروق على مستوى الجلد أو الحلق عند تناوله بتركيزات عالية.
من الجدير بالذكر أيضًا أن خل التفاح قد يتفاعل مع بعض الأدوية التي تتناولها الحامل، مثل أدوية السكري أو الأدوية المدرة للبول. في حالة تناول هذه الأدوية، قد تحدث تفاعلات تؤدي إلى انخفاض خطير في مستويات السكر في الدم أو تقليل مستويات البوتاسيوم بشكل غير طبيعي، مما يعرض الصحة للخطر.
على الرغم من هذه المخاطر، يمكن استهلاك خل التفاح بشكل آمن إذا تم تناوله بحذر. يُنصح بتحديد الكمية التي يتم تناولها بحيث لا تتجاوز ملعقتين كبيرتين يوميًا.
ومن المهم أيضًا تخفيفه في الماء لتقليل تأثيره الحمضي على الأسنان، ويجب شطف الفم بعد تناوله لتقليل احتمالية تلف مينا الأسنان. كما يُفضل الانتظار لمدة 30 دقيقة بعد تناول خل التفاح قبل تنظيف الأسنان بالفرشاة.
أخيرًا، يجب على الحامل أن تراقب أي رد فعل تحسسي تجاه خل التفاح، وفي حالة حدوث أي أعراض غير طبيعية يجب التوقف عن تناوله والتواصل مع الطبيب المختص.