وصل ناصر الزفزافي، صباح اليوم الخميس 4 شتنبر الجاري إلى مدينة الحسيمة بعد أن مُنح ترخيصًا استثنائيًا من المندوبية العامة لإدارة السجون، مكنه من حضور جنازة والده الراحل. هذه الخطوة، التي اتخذت طابعًا إنسانيًا خالصًا، وجدت صدى واسعًا بين المتابعين، حيث اعتُبرت بمثابة إشعار بأن لحظات الألم والفقدان تذيب حواجز الخلاف، وتُظهر أن الوطن قادر دائمًا على لمّ شتاته.
وفي أولى كلماته بعد وصوله، عبّر الزفزافي عن شكره العميق لكل من ساهم في تحقيق هذا الطلب، قائلًا: “ما يحدث اليوم يمنح الأمل ويبعث برسائل واضحة: نحن أبناء وطن واحد، مهما اختلفنا في المواقف والتوجهات، فإننا نلتقي تحت سقف حب الوطن، من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه. لا شيء يسمو فوق مصلحة هذا الوطن.”
كما أشار إلى أن حضوره لم يكن بالأمر الهيّن، قائلاً: “الفضل لله أولًا، ثم لكل من ساهم في تيسير هذا الأمر، وعلى رأسهم المندوبية العامة لإدارة السجون وكل من اشتغل في هذا المسار. كانت أمنية كبيرة، ولم تكن لتتحقق لولا إرادة الجميع.”
وخلال حديثه عن والده الراحل، استرجع الزفزافي مسيرته ومواقفه، واصفًا إياه بأنه “رجل المبادئ”، قائلاً: “والدي كرّس حياته من أجل هذا الوطن، بكل أطرافه وحدوده. نحن أبناء هذا الأرض، ونفديها بالغالي والنفيس، لأن حب الوطن يوحّدنا مهما اختلفت وجهات النظر.”
وقد اعتُبرت هذه اللفتة الإنسانية بمثابة تأكيد على أن قيم التآزر والتسامح تظل حاضرة حتى في أشد اللحظات حساسية، وأن مؤسسات الدولة قادرة على التعامل بروح المسؤولية والوطنية حين يتعلق الأمر بالجانب الإنساني. كثيرون رأوا في الحدث رسالة عميقة تدعو إلى لمّ الشمل الوطني، وتعكس صورة بلد لا تغيب عنه الرحمة رغم كل الخلافات.