في بدايات الزواج، كثيرًا ما تتحول فرحة المرأة بخبر حملها الأول إلى صدمة موجعة لا تُنسى، عندما تفقد جنينها دون سابق إنذار.
حالة الإجهاض في الشهور الأولى شائعة إلى درجة دفعت الأمهات إلى مواساة بناتهن بمثل شعبي يقول: “أول بيضة للغراب”، في محاولة لتخفيف ألمهن وإقناعهن أن التجربة الأولى كثيرًا ما تكون ناقصة.
ووفق دراسات وإحصائيات عالمية، فإن احتمالية الإجهاض ترتفع في الثلث الأول من الحمل، ثم تنخفض تدريجيًا كلما تقدم الحمل ما لم تطرأ ظروف صحية أو طارئة. لكن الملفت أن بعض حالات الإجهاض لا تحدث مبكرًا، بل تظهر فجأة في الثلث الثاني، مما يزيد من قسوتها على الأم، خاصة حين تبدأ ملامح الجنين في التكوّن وتزداد أحلامها به.
ما لا تعرفه كثير من النساء هو أن بعض الأسباب التي تؤدي إلى الإجهاض في المرحلة المتوسطة من الحمل قد تكون غير متوقعة. في مقدمتها، سكر الحمل الذي يظهر غالبًا بعد الشهر الثالث، ويمكن أن يهدد استمرار الحمل إذا لم يُضبط بعناية. كذلك، العدوى الفيروسية العابرة التي قد تبدو بسيطة كالرشح أو الزكام، قد تحمل خطورة بالغة حين تخترق جسد الحامل وتصل إلى الجنين. من جهة أخرى، هناك ضعف عنق الرحم، وهو من المشكلات الصامتة التي لا تظهر إلا حين يكبر حجم الجنين وتفقد عضلات الرحم قدرتها على الاحتفاظ به، ما يؤدي إلى فقدانه بشكل مفاجئ رغم مرور الأشهر الأولى بسلام.
الإجهاض، ورغم تكراره لدى العديد من النساء، لا يعني نهاية الطريق. فحالاته تختلف بين فقد تلقائي في الشهور الأولى غالبًا لأسباب تتعلق بالجنين، وبين إجهاض متأخر أكثر إيلامًا ومعقدًا.
وعند تكرار الإجهاض مرتين أو أكثر، يصبح من الضروري إخضاع الزوجين لفحوصات دقيقة تشمل الكروموسومات، ومتابعة الحمل من لحظاته الأولى بتقنيات متطورة تكشف أي خلل قبل تفاقمه. المهم أن تتعامل المرأة مع الحمل بوعي ويقظة لا تفسد عليها فرحتها، بل تمنحها فرصة لتجاوزه بأمان نحو حلم الأمومة المنتظر.