حجم المبادلات التجارية بين المغرب وإسبانيا يتجاوز ملياري يورو

أكدت سفيرة المغرب في مدريد، كريمة بنيعيش، أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تقوم على أسس من التعاون المثمر والتواصل المستمر، مشيرة إلى أن قرب البلدين الجغرافي وعمق روابطهما التاريخية يساهمان بشكل كبير في تعزيز التعاون بينهما.

وأوضحت أن هذه العلاقة تقوم على احترام متبادل وخارطة طريق طموحة، تتضمن التعاون في مختلف القطاعات الاستراتيجية.

وذكرت بنيعيش أن المغرب يُعد ثالث أكبر شريك تجاري لإسبانيا خارج الاتحاد الأوروبي، بعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، حيث يتواجد نحو ألف شركة إسبانية في المغرب، بما يعكس القوة الاقتصادية للعلاقات بين البلدين.

كما أشارت إلى أن المغرب يحتضن استثمارات إسبانية تُقدر بملياري يورو، مما يعزز من التنمية الاقتصادية ويخلق فرص عمل في قطاعات حيوية. وفي المقابل، تعمل الشركات المغربية على تكثيف استثماراتها في إسبانيا، مثل تلك التي تقوم بها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، ما يعكس التكامل الاقتصادي بين البلدين.

ومن من ناحية أخرى، سلطت السفيرة الضوء على التبادلات السياحية التي تشهدها العلاقات بين البلدين، حيث سجلت إسبانيا رقماً قياسياً في عدد الزوار إلى المغرب في عام 2024 بلغ 3 ملايين زائر، بزيادة قدرها 16 بالمائة مقارنة بالعام الماضي، كما أشارت إلى أن المغرب يحتفظ بأكبر شبكة لمعاهد ثيربانتس في العالم، مما يعزز من التبادل الثقافي بين البلدين.

وفيما يتعلق بالتعليم، أفادت بنيعيش بأن حوالي 12 ألف طالب مغربي يدرسون في إسبانيا، مما يعكس عمق التبادل الأكاديمي والثقافي بين البلدين.

كما تناولت أهمية المشروع المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال لاستضافة كأس العالم 2030، وهو مشروع غير مسبوق يربط بين أوروبا وإفريقيا، ويعكس التعاون الوثيق بين الحكومات الثلاث.

من جانبه، أكد المؤرخ الإسباني، فيكتور موراليس ليزكانو، على أهمية الروابط التاريخية التي تجمع المغرب وإسبانيا، مشدداً على أن التفاهم المتبادل بين البلدين يعتمد على فهم أعمق لتاريخهما المشترك.

كما استعرض ليزكانو أبرز المحطات التي شكلت العلاقات بين البلدين، مشيداً بأهمية التبادلات الثقافية والفكرية في تعزيز هذه الروابط.

وأشاد حسن العربي، رئيس قسم الدراسات الإسبانية بجامعة محمد الأول بالناظور، بالدور الكبير الذي تقوم به الجامعات في تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا، مؤكداً أن الأبحاث والمشاركة الأكاديمية تسهم بشكل ملحوظ في تعميق الفهم المتبادل وتوثيق الروابط بين الشعبين.

كما أكد على أهمية الحفاظ على الروابط مع الجالية المغربية في إسبانيا، باعتبارها عاملاً مهماً في تعزيز التبادل الثقافي والإنساني بين البلدين.

وقد شهدت الندوة، التي انعقدت في المركز الثقافي “أتينيو” في مدريد، حضور مجموعة من الخبراء والباحثين الذين أكدوا على أهمية تعزيز التبادل الثقافي والفكري كأدوات أساسية لتعميق العلاقات بين المغرب وإسبانيا.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...