على أرض الحضارة العريقة والطموح الذي لا يعرف الحدود، يستعد المغرب ليضع بصمته في التاريخ بتنظيم كأس العالم 2030 بشراكة ثلاثية مع إسبانيا والبرتغال.
منذإعلان جلالة الملك محمد السادس عن الترشيح المشترك في 14 مارس 2023، إلى حصول الملف على إجماع الاتحاد الدولي لكرة القدم في أكتوبر 2023، رحلة تحمل في طياتها رؤية وطنية وشغفًا لا يخبو.
وفي المجلس الوزاري الأخير، ألقى السيد فوزي القجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية ورئيس لجنة كأس العالم 2030، الضوء على تفاصيل تقدم الاستعدادات أمام جلالة الملك.
وكشف في عرض شامل عن مزيج من العمل الدؤوب والطموح الاستراتيجي الذي يجعل من استضافة هذا الحدث الرياضي العالمي أكثر من مجرد منافسة؛ بل مشروعًا وطنيًا متكاملاً يُعيد صياغة ملامح المغرب في المستقبل.
الملف المغربي كان استثنائيًا بكل المقاييس، حيث شهد مشاركة من مختلف الجهات الوطنية من قطاعات حكومية ومؤسسات عامة وخاصة، وحتى السلطات المحلية، وهذه التعبئة لم تكن مجرد عمل إداري، بل كانت روحًا جماعية توّجت بتقديم ملف ترشيح متكامل في يوليو 2024، ليحظى بإشادة دولية غير مسبوقة في تقرير الفيفا الصادر في نوفمبر من العام ذاته.
الملك محمد السادس، برؤيته الثاقبة، لم يكتفِ بالتصديق على الجهود الحالية، بل أمر بإنشاء لجنة موسعة تضم المجتمع المدني والمغاربة المقيمين بالخارج، لتوسيع دائرة المشاركة وضمان أن يكون هذا المشروع انعكاسًا حقيقيًا لوحدة المغرب وتطلعاته، فالبنية التحتية للملاعب، تجديد المطارات، تعزيز الطرق، وتحسين شبكات الاتصال ليست سوى جزء من سلسلة مشاريع كبرى تهدف إلى بناء إرث يدوم طويلًا بعد انتهاء البطولة.
ولكن كأس العالم بالنسبة للمغرب ليست فقط منصة رياضية؛ إنها فرصة اقتصادية واجتماعية، البطولة ستُحفّز الاقتصاد الوطني، تفتح أبواب العمل لآلاف الشباب، وتجذب السياح من كل أرجاء المعمورة، كما ستُرسخ مكانة المغرب كجسر بين الثقافات وقوة إقليمية قادرة على الترويج لقيم السلام والتعاون والتنمية المستدامة.
وفي خضم هذه الحماسة الرياضية، لم يغفل المجلس الوزاري تعزيز العلاقات الدولية، حيث صادق على ست اتفاقيات مع دول أوروبية وآسيوية، تعكس التزام المغرب بالتعاون الدولي ومواجهة التحديات العالمية المشتركة، سواء في مكافحة الجريمة أو في تطوير قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة.
كأس العالم 2030 ليست نهاية الطريق، بل بداية قصة جديدة، والمغرب يثبت للعالم أن الحلم ليس مستحيلًا، وأنه بالإرادة والعمل يمكن أن يصبح الوطن نموذجًا يُحتذى به في التطور، الوحدة، والرقي. البطولة لن تكون فقط احتفالًا كرويًا، بل حكاية وطن قرر أن يحلم أكبر ويصل إلى أعلى.