حقوق المهاجرين في المغرب التزام لا يتزعزع

في ظل ما يشهده العالم اليوم من انتشار الشائعات والمعلومات المضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يصبح من الضروري التوقف عند هذه الادعاءات والتحقق من مدى صحتها، خاصة عندما يتعلق الأمر بقضايا إنسانية حساسة مثل أسلوب التعامل مع المهاجرين.

المغرب، كبلد يعبره آلاف المهاجرين سنوياً في طريقهم نحو أوروبا، أصبح في السنوات الأخيرة عرضة لحملات تشويه تستند إلى صور وفيديوهات مفبركة أو مغلوطة، تهدف إلى زعزعة استقراره وتشويه سمعته على الساحة الدولية.

يجب التأكيد على أن الادعاءات التي تتحدث عن سوء معاملة المهاجرين في المغرب لا تستند إلى حقائق موضوعية، لأن الكثير من الصور التي يتم تداولها على أنها توثق تجاوزات تحدث في المملكة؛ هي إما مفبركة أو منسوبة خطأ إلى المغرب، بينما في الواقع هي مأخوذة من دول أو سياقات أخرى.

لذلك يبدو جليا أن هذه الشائعات لا تسعى إلا لخلق البلبلة وضرب الاستقرار في المنطقة، وهي محاولات مكشوفة لتحريف الواقع وتقديم صورة مشوهة عن تعامل السلطات المغربية مع هذه القضية المعقدة.

المغرب، بصفته دولة قانون، لطالما التزم بالمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، كونه عضو نشط في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وكذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. كما أن السياسات الوطنية المتعلقة بالمهاجرين لا تخرج عن هذا الإطار، حيث تم إطلاق برامج وطنية منذ سنوات تضمن حقوق المهاجرين المقيمين على أراضيه، سواء من حيث توفير الرعاية الصحية، التعليم، أو السكن، وقد أثنت العديد من المنظمات الدولية على هذه الجهود التي تبذلها المملكة لتعزيز حقوق الإنسان.

في إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية، يواجه المغرب تحديات كبيرة نتيجة لوقوعه على مشارف القارة الأوروبية، مما يجعله نقطة عبور رئيسية للمهاجرين، وبغية التصدي لهذه التحديات، يعمل بشكل وثيق مع الدول الشريكة والمنظمات الدولية لمكافحة شبكات تهريب البشر والاتجار بالمهاجرين. وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد، فإن السلطات تعمل جاهدة لتوفير بدائل تساهم في تقليل دوافع الهجرة غير الشرعية، من خلال برامج اقتصادية وتنموية تروم خلق فرص عمل وتحسين الظروف المعيشية، سواء للمواطنين أو للمهاجرين على حد سواء.

ومع كل هذه الجهود المبذولة، وجب التحلي بالمسؤولية عند التفاعل مع الأخبار المتعلقة بالمهاجرين، فمن الضروري أن تعمل وسائل الإعلام ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي على التحقق من المعلومات قبل نشرها، وعدم الانسياق وراء الأخبار الزائفة التي ترمي إلى تجييش الرأي العام وإثارة الفوضى، فالحوار البناء والتعاون الدولي هما السبيل الأمثل للتعامل مع قضايا الهجرة غير الشرعية، بعيداً عن التصعيد أو التشويه.

ويبقى المغرب دولة معروفة بتسامحها وانفتاحها على مختلف الثقافات. عبر التاريخ، احتضن المغرب آلاف اللاجئين والمهاجرين، وهو ملتزم اليوم أكثر من أي وقت مضى بحماية حقوق كل فرد يعيش على أرضه، سواء كان مواطناً أو مهاجراً.

احترام كرامة الإنسان هو مبدأ راسخ في سياسات المملكة، وسيظل المغرب وفياً لهذا الالتزام، بغض النظر عن التحديات التي تواجهه.

 

المصدر: Alalam24

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...