النفايات المطاطية خطر على البيئة وصحة الانسان.. يستورد من خارج المغرب

الكاتب: الخبير البيئي مصطفى بنرامل رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ بالقنيطرة – المغرب

تعد إدارة النفايات الصلبة واحدة من المشاكل البيئية الرئيسية التي تهدد المملكة المغربية. حيث يتم إنتاج أكثر من خمسة ملايين طن من النفايات الصلبة في جميع أنحاء البلاد كل عام، مع معدل نمو سنوي لإنتاج النفايات يصل إلى 3%. ويواجه التخلص السليم من النفايات الصلبة البلدية في المغرب عقبات كبيرة مثل الافتقار إلى البنية التحتية المناسبة والتمويل المناسب في المناطق خارج المدن الكبرى.

وفي ظل هذه الوضعية لجأت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة لمنح تراخيص لاستيراد 980 ألف طن من النفايات من فرنسا، و31 ألف طن من إسبانيا، أكثر من مليون طن من بريطانيا، و60 ألف طن من السويد، و100 ألف طن من النرويج بينها العجلات المطاطية لإعادة حرقها لأهداف صناعية. وأكدت على منح الوزارة التراخيص للشركات المستوردة للنفايات غير الخطرة من أجل التثمين الطاقي أو الصناعي في حدود عدد بلغ 416 ترخيصا منذ سنة 2016 إلى حدود اليوم.

وحسب الوزارة ذاتها فإن استيراد النفايات غير الخطرة وتدويرها وتثمينها يشكل أحد اهتمامات جيل جديد من الفاعلين الاقتصاديين باعتبارها عملية مربحة وغير مكلفة وصديقة للبيئة، كما أنها تقوي الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الدائري بالمملكة، مشيرا، في هذا السياق، إلى أن سلاسل تثمين النفايات تهم 13 مجالا، وتمتلك إمكانات كبيرة لخلق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني كتحسين الميزان التجاري وتوفير أكثر من 9500 منصب شغل مباشر وغير مباشر في الصناعات الحديدية في أفق خلق ما لا يقل على60,000 فرصة عمل بحلول عام 2030.

وتبقى كل هذه التآويل من أجل إرضاء لوبيات الصناعة الإسمنتية ومستثمرين في القطاع من كسب ريع مالي واقتصادي مهم.

وبالرغم من أن الإطارات توفر مصدرًا مهما ورخيصًا وفيرًا للطاقة. حتى في الحالات التي لا تكون فيها مصدر الطاقة الأساسي، تُستخدم الإطارات الخردة غالبًا كوقود مكمل مثل الفحم أو الخشب بسبب قيمتها الحرارية العالية. عادةً، يوفر كل رطل من مطاط الإطارات الخردة المحروق 15000  وحدة حرارية من الطاقة ويمكن للإطار الواحد أن يحترق لمدة تصل إلى 50 دقيقة، وهو ما يزيد بنحو 25% عن الفحم.

ومع ذلك، فإن الأبخرة السوداء المنبعثة من الإطارات المحترقة تحتوي على معادن ثقيلة وملوثات ضارة أخرى تظل عالقة في الهواء ويمكن أن تؤدي إلى مخاطر صحية حادة ومزمنة. والتي ” تتضمن انبعاثات حرائق الإطارات المفتوحة ملوثات “معيارية”، مثل الجسيمات، وأول أكسيد الكربون (CO)، وأكاسيد الكبريت (SOx)، وأكاسيد النيتروجين (NOx)، والمركبات العضوية المتطايرة (VOCs). كما تتضمن ملوثات الهواء الخطرة “غير المعيارية” (HAPs)، مثل الهيدروكربونات العطرية متعددة النوى (PAHs)، والديوكسينات، والفورانات، وكلوريد الهيدروجين، والبنزين، ومركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور (PCBs)؛ والمعادن مثل الرصاص والزرنيخ والكادميوم والنيكل والزنك والزئبق والكروم والفاناديوم .”

كما يمكن أن تتسبب الملوثات المعيارية وغير المعيارية في حدوث تأثيرات صحية كبيرة على المدى القصير والطويل. وتخبرنا وكالة حماية البيئة مرة أخرى بما يلي:

“اعتمادًا على مدة ودرجة التعرض، يمكن أن تشمل هذه التأثيرات الصحية تهيج الجلد والعينين والأغشية المخاطية، وتأثيرات الجهاز التنفسي، واكتئاب الجهاز العصبي المركزي، والسرطان”.

وتشير دراسات علمية عالمية إلى ضرورة تجنب التعرض غير المحمي لهذه الانبعاثات. وعلاوة على ذلك، ثبت أن حرق الإطارات دون سيطرة يتسبب في إحداث طفرات جينية أكثر بنحو 16 مرة من حرق الأخشاب في المواقد السكنية التقليدية، و”أكثر تسبباً في إحداث طفرات بنحو 13 ألف مرة من انبعاثات المرافق التي تعمل بالفحم مع كفاءة احتراق جيدة وضوابط إضافية”.

ومن الأمور المزعجة بشكل خاص التعرض غير المقصود للأطفال وغيرهم من الفئات المعرضة للخطر مثل كبار السن والمصابين بالربو والأفراد الذين يعانون من ضعف المناعة. ويمكن أن تنتقل الملوثات التي تستنشقها النساء المرضعات إلى أطفالهن من خلال الدهون الموجودة في حليب الثدي.  في كثير من الأحيان، حيث يوجد دخان، توجد إطارات: إن استخدام الإطارات كوقود يضر بصحة الإنسان والبيئة.

وختاما،  قد تشكل الإطارات الخردة وسيلة رخيصة لتزويد الأفران بالوقود، ولكن لا ينبغي أن تكون لها الأولوية على الصحة العامة. ومن المؤسف أن الممارسات الحالية في تلك القرى الصغيرة وغيرها من المناطق غير المتطورة حيث تدعم أفران حرق الإطارات جزءاً كبيراً من الاقتصاد المحلي تجعل التعرض الواسع النطاق والطويل الأمد للسموم أمراً لا مفر منه.

 

المصدر: Alalam24

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...