مكناس.. الذكرى الأربعين لتأبين المرحوم مولاي امحمد الكرمة

حسناء أشمين – العالم24

خَلَّدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمكناس الذكرى الأربعين لتأبين المرحوم مولاي امحمد الكرمة، بحضور السيد عامل عمالة مكناس”عبد الغني الصبار” والسيد والي ولاية أمن مكناس”الصادق الطرشوني”،السيدة عضوة المجلس الأعلى للسلطة القضائية ” أمينة المالكي”، السيد الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف، السيد الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف، نقيب هيئة المحامين”محمد البشيري”، رئيس مصلحة الضبط “حسن القصباوي”، السيد “محمد رضوان ”  مستشار بمحكمة النقض، السيدة وكيلة الملك لدى المحكمة التجارية، السيد رئيس الودادية الحسنية للقضاة، السيد القائد الجهوي للوقاية المدنية  إضافة السيد القائد الجهوي للدرك الملكي وكذا ثلة من معارف وأصدقاء أسرة الفقييد برفقة زوجته وأبنائه.

واستهلت الذكرى بعد قراءة آيات بينات من الذكر الحكيم للقارئ “محمد البقالي”،  بكلمة السيد الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف والتي أشار فيها إلى أن وفاة “مولاي امحمد الكرمة” شكلت لحظة جعلت من الجميع يستحضر بعزة حياة حافلة بالبدل والعطاء والتضحية والفداء لخدمة الوطن، ولا عزاء لنا سوى الإيمان بقضاء الله وقدره، سيما وأن المرحوم كان ذلك الوطني الغيور، والمناضل الصلب والصامت، إذ حظي في حياته بمكانة تميزت بالتقدير والاحترام، في قلوب معايشيه، و رفاق دربه، وصحبه ومعارفه، وكان رجلا متعدد الفضائل ونشأ تنشئة دينية سمحة.

وأضاف، أن وقفة التأبين هاته هي لحظة إجلال وخشوع كونها تأبين لفقيد عزيز، وقبسا من نور انطفأ وميضه، والذي ثم توديعه قبل أسابيع في محفل مهيب بقلوب مكلومة وأفئدة خاشعة مخلفا في نفوس أهله ودويه وصحبته وعارفي أفضاله لوعة الفراق، وكل نفس ذائقة الموت.

فيما شهد الحفل عرض فيلم وثائقي سلط الضوء على ملامح حياة الراحل من النشأة حتى الوفاة والوقوف على أبرز محطاته، فقد ولد الراحل بمدينة سيدي سليمان الغرب وأتم دراسته حتى حصوله على إجازة الحقوق وكذا إجازة قانون الأعمال وحاز على وسام استحقاق من الدرجة الممتازة سنة 2011، كما ترأس وفد القضاة في نونبر 2012، شغل منصب رئيس المحكمة الابتدائية بمكناس سنة 2013، وتسلم جائزة الانفتاح على الإسلام فبراير 2017، بعدها عين في منصبه الجديد بصفته الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بوجدة واستمر في تفانيه لعمله دون عناء ولا كلل، إلى أن لبى نداء ربه يوم الجمعة 10 فبراير 2023 إثر وعكة صحية ألمت به وألزمته الفراش لمدة أسبوع تقريبا، وقد وري جثمانه بمسقط رأسه.

وأبرزت شهادات حية في حق المرحوم من خصاله الحميدة وتشبته الكبير بقيم النزاهة والاستقامة في أداء مهامه كرئيس للمحكمة الابتدائية، كما عرف عن الراحل تفانيه الكبير في أداء مهامه على رأس المحكمة الابتدائية بمكناس وهي المهمة التي شغلت لفترة طويلة من عمره قبل انتقاله الى وجدة، إذ كان همه الأساسي هو إحقاق الحق وتطبيق القانون دون محاباة ودون تمييز بين المتقاضين مهما دنت أو سمت درجتهم الاجتماعية بشهادة الكثيرين من عايشوه وجايلوه من قضاة ومحامين ومتقاضين.

فمهما قيل في حق هذا الرجل العظيم من كلمات عزاء ورثاء تبقى قليلة في حقه، ولن تفي شأنه وقدره كقاض، هو إنسان أسر وألهم بإنسانيته وأدبه وفكره وكفاءته وتكوينه العالي وتقواه وورعه ودمائة أخلاقه ووطنيته لكل من عاش معه عن كثب طيلة مشواره القضائي الحافل بالمنجزات والعطاءات التي ستبقى ولا شك بصمات خالدة في السجل القضائي للسلطة القضائية بمختلف محاكم المملكة التي عمل بها قاضيا ومسؤولا قضائيا بالإضافة إلى مهامه الجمعوية حيث لم يتخلف يوما عن حضور أي إجتماع من إجتماعات الودادية الحسنية للقضاة التي أعطى الكثير من أجلها ماديا ومعنويا مؤمنا بأفكارها و أهدافها وطموحات أعضائها .

وقد تميز اللقاء بتقديم تذكار لعائلة الفقيد، راجين من الله الباري عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وشامل عفوه ومنته وأن يسكنه فسيح جنانه بالفردوس الأعلى رفقة الرسل والأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، جزاء له على ما قدمه من جزيل الخدمات للعدالة والمواطن والوطن.

إن لله وإن إليه راجعون

 

جريدة إلكترونية مغربية

المصدر:  alalam24

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...